تعريف علم النفس الفسيولوجي

علم النفس هو دراسة لسلوك الكائنات العضوية ، ومن أهم العلوم التي يعتمد عليها علم النفس هي علم الاجتماع وعلم الأحياء(البيولوجيا) والفيسيولوجيا أو علم وضائف أعضاء الكائن الحي وهذه العلوم لها علاقة وثيقة بعلم النفس ، وقد نشأ علم النفس الفيسيولوجي ليربط بين هذين العلمين أي علم النفس والفسيولوجيا ، وتفيد دراسته في تعميق فهمنا للأسس العضوية الوظيفية للسلوك ، وبينما تدرس الفسيولوجيا سائر وظائف أعضاء جسم الإنسان جميعها ، إلا أن ما يهمنا من هذه الوظائف في المقام الأول ثلاث وظائف كما يلي :

  • أعضاء الاستقبال الحسي.
  • الجهاز العصبي.
  • الغدد الصم.
مجالات علم النفس الفسيولوجي

تعريف علم النفس الفسيولوجي

يعرف علم النفس الفسيولوجي كما ورد في معجم إنجلش بأنه : دراسة العلاقة بين العمليات الفسيولوجية والسلوك.{1}

ويعرف أيضاً بأنه علم النفس الوظائفي الذي يدرس العلاقة بين السلوك والأعضاء من أجل إيجاد تفسير فسيولوجي أو عضوي للسلوك الإنساني.{3}

 تعد دراسة هذا الفرع هامة في تعميق فهمنا للسلوك ، إذ تساهم دراسة أعضاء الحس والأعصاب والغدد والعضلات من الوجهتين التشريحية والفسيولوجية في فهم الإنسان ككل ، ولما كان عمل الأجزاء مع بعضها البعض كثيراً ما يختلف عن عملها كل على حدة ، فقد أصبحت مشكلة التكامل هي المشكلة الكبرى في علم النفس الفسيولوجي.{1}

مجالات دراسة علم النفس الفسيولوجي

يدرس علم النفس الفسيولوجي كثيراً من الموضوعات ذات الصلة بوظائف الأعضاء التي تؤثر في السلوك الإنساني ، ومن أهم موضوعاته الجهاز العصبي ، وتركيبه والوظائف التي يقوم بها ، فهو الجهاز الذي يتصل الإنسان عن طريقه بالعالم الخارجي ، كذلك يدرس الخلايا العصبية وخصائصها ، وإلى جانب ذلك يدرس الإحساس السمعي والبصري واللمسي والشمي و الذوق ، والمؤثرات التي تؤثر في هذه الإحساسات ، كذلك يدرس السلوك وتطوره في الطفل ومؤثرات أو مثيرات هذا السلوك ، كذلك يدرس بعض الوظائف الحيوية الأخرى مثل النوم واليقظة ، فيدرس حالة المخ في أثناء النوم .

ومن الموضوعات المهمة التي يدرسها علم النفس الفسيولوجي أيضاً الدوافع أو الدافعية أي دوافع السلوك ، كذلك يدرس الانفعالات ومثيراتها ومظاهر التعبير عنها ، وأثرها على المخ والجهاز العصبي وعلى الجسم بوجه عام ، كذلك يدرس نوعاً بسيطاً من السلوك هو الانعكاسات ومصدرها في الجهاز العصبي والمعروف أن المسؤول عن الانعكاسات عند الإنسان هو لحاء المخ.

هذه الموضوعات وما يماثلها تكون موضوع الدراسة في علم النفس الفسيولوجي وهناك أيضاً موضوعات أخرى تدرس في إطار هذا العلم ، ومن هذه الموضوعات نظريات التعلم والتفكير والتذكر ومن أهم الموضوعات في هذا المجال دراسة الاشتراط وأثره في التعلم وفي العلاج السلوكي.

وهناك الكثير من الموضوعات التي يدرسها هذا العلم ولعل ما ذكرناه هو من أهم مواضيع دراسة علم النفس الفسيولوجي.{2}

أهداف علم النفس الفسيولوجي

يهدف علم النفس الفسيولوجي إلى البحث في الأسس الفسيولوجية للظواهر النفسية الطبيعية السوية ( كالانتباه والتذكر والتعلم ….ألخ ) والأسس الفسيولوجية للظواهر النفسية التي تغير في الطبيعة غير السوية ( كالفصام والاكتئاب والذهان ….ألخ).{3}

مناهج البحث في علم النفس الفسيولوجي

1. منهج البحث التجريبي

يستخدم العلماء النفسيون الفسيولوجيون المنهج التجريبي في دراساتهم ذلك أنهم يبدؤون بالظاهرة السلوكية التي يرغبون في فهمها ، فعلى سبيل المثال ، فإن الألمان أثناء الحرب العالمية قد لاحظوا أن هناك عدداً من الجنود يعانون من صعوبة الرؤية الليلية أي ما يسمى بالعشى الليلي ، وأن كثيراً من العلماء قد أرجعوا هذا إلى أن السبب الكامن وراء هذه الظاهرة إلى أن غذاء هؤلاء الجنود يفتقر إلى فيتامين a .

لذلك حدد علماء النفس الفسيولوجي خطواتهم في ضوء إذا ما كان فيتامين {a} يساعدنا على الرؤية الأحسن في الليل فعلينا أن نقارن الرؤية الليلية للأفراد الذين يتناولون أغذية غنية بهذا الفيتامين مع هؤلاء الذين يتناولون أغذية ينقصها هذا الفيتامين.

2. منهج البحث التحليلي

المنهج التحليلي لا يمكننا فقط من إيجاد الشروط وثيقة الصلة بالظاهرة التي نريد دراستها ، ولكنه أيضاً يسمح لنا باستخدام منهج التحليل والذي يعتبر وسيلة فعالة للتبسيط ومن ثم للفهم ، حيث أننا في عملية التحليل نتناول الظاهرة في ضوء فحص وتمحيص كل ما هو غير ضروري للظاهرة فنستبعده ويتبقى لدينا نسق بسيط نعمل فيه لنكشف عن المتغيرات التي تحدث الظاهرة.

والفكرة الأساسية إذاً هي أنه إذا كانت نفس الظاهرة بملامحها الأساسية مازالت قائمة في هذا النظام الأبسط الذي توصلنا إليه بعد استبعاد ما هو غير ضروري بعد التمحيص ، عندئذ فإننا نستطيع أن نقرر أن الظاهرة مازالت تتضمن المتغيرات وثيقة الصلة بها وأن قليلاً من التأثيرات غير جوهرية ، وعلى هذا فإن العناصر الأساسية سوف تكون بلا شك بارزة بوضوح.

وفي ضوء ما تقدم فإننا نستطيع استخدام قواعد منهج التحليل ليس فقط كطريقة لإجراء البحث التجريبي ، ولكن أيضاً كطريقة للبحث عن الفهم ولتوضيح أفكارنا ، وإن هذا هو جوهر المنهج الأساسي لعلم النفس الفسيولوجي.

3. مناهج البحث التركيبة

هناك أربع تكتيكات للتركيب هي :

1. التركيب المباشر

هي طريقة تستخدم غالباً في المجال الكيميائي، فإذا رغب الكيميائي في أن يحدد طبيعة مادة غير معروفة لديه يقوم بتحليلها إلى عناصرها الأساسية ، وعند التحقق من سلامة التحليل ، فإنه يستطيع عندئذ أن يركب المادة الأصلية بأخذ المكونات الجزئية من مصادر مختلفة تماماً ووضعها معاً تحت ظروف بيئية مناسبة.

2. التركيب بعد التجزيء

هذه الطريقة تسمى أيضاً بالتجربة العكسية وخير مثال لهذه الطريقة ما اكتشفه كلود برنار الفسيولوجي الفرنسي عندما استأصل بنكرياس بعض الأرانب هزلت ثم ماتت ، وبعد زرع بنكرياس آخر مختلف للأرنب المستأصل بنكرياسه في أي مكان من جسمه ، فإنه يعيش بطريقة عادية.

3. التركيب بالنموذج

يمكن لنا أن نختبر فهمنا لظاهرة ما عن طريق تكوين نموذج ، وفي هذا النموذج نقوم ببناء العناصر التي نعتقد أنها ذات أهمية وأيضاً مفهومنا عن كيفية تفاعل هذه العناصر لينجم عنها تلك الظاهرة ، وبعض هذه النماذج قد تكون نظرية بحتة ، كما في النماذج الحسابية لسلوك التعلم.

4. التركيب بالتنبؤ

إذا حللنا بدقة عناصر سلوك معين ، فينبغي أن نكون قادرين على التنبؤ بأي المتغيرات التي ستتحكم فيه ، والطريقة التي بها سيتغير هذا السلوك كنتيجة لمعالجة هذه المتغيرات تجريبياً، ويعتبر هذا الاختبار التجريبي هو الأكثر شيوعاً في منهج التحليل بالتركيب.{4}

المراجع

  1. [ د. أحمد عبد الخالق/ محاضرات في علم النفس الفسيولوجي/ ص3/ 1986/ الاسكندرية/ دار المعرفة الجامعية ]
  2. [ د. عبد الرحمن محمد عيسوي/ علم النفس الفسيولوجي / ص7،8،9/ 1989/ الاسكندرية/ دار المعرفة الجامعية ]
  3. [ د. علي أحمد وادي- د. إخلاص أحمد الجنابي/ أساسيات علم النفس الفسيولوجي/ ص36/ طبعة أولى 2011/ عمان/ دار جرير للنشر والتوزيع ]
  4. [ د. عباس محمود عوض/ علم النفس الفسيولوجي/ ص9،10،13/ 1999/ الاسكندرية/ دار المعرفة الجامعية ]
 
زر الذهاب إلى الأعلى