اضطراب تعدد الشخصيات

اضطراب تعدد الشخصيات أو ما يعرف باسم “اضطراب الهوية الانفصامية” هو حالة نادرة تتميز بوجود شخصيات متعددة ضمن شخصية واحدة. حيث يشعر المرضى المصابون بهذا الاضطراب أنهم يتحكمون في عدة شخصيات مختلفة ، وهذه الشخصيات يمكن أن تكون مختلفة من ناحية السن والجنس والصفات الشخصية والأساليب اللفظية والمظاهر البدنية. ويتم تشخيص هذا الاضطراب في بعض الحالات عندما يشعر المريض بوجود ثلاث شخصيات أو أكثر عنده.

ويعود سبب هذا الاضطراب غالباً إلى تعرض الإنسان لصدمة أو مشكلة نفسية خلال مرحلة الطفولة ، والتي يتعامل معها الدماغ عن طريق إنشاء شخصيات مختلفة لتدارك الصدمة والتعامل معها. وتتشابه أعراض هذا الاضطراب مع بعض الأمراض النفسية الأخرى ، مثل الفصام واضطراب الشخصية الحدية ، ولذلك يجب استشارة الطبيب لتحديد التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

تعريف اضطراب تعدد الشخصيات

اضطراب تعدد الشخصيات هو حالة نفسية نادرة تتميز بوجود شخصيات مختلفة ومستقلة عند الفرد ، تتفاوت في السن والجنس والصفات الشخصية والسلوكيات والتوجهات والذوق والمزاج والأساليب اللفظية والمظاهر البدنية. ويمكن للشخصيات المختلفة أن تتحكم في الشخصية الأساسية وتتناوب على السيطرة عليها.

يمكن للمرضى المصابين بالاضطراب أن يشعروا بالانفصام الذاتي وعدم الثبات في الهوية ، كما يمكن أن يعانوا من فقدان الذاكرة لفترات زمنية معينة أو تذكر جوانب معينة من حياتهم بشكل غير دقيق.

أسباب اضطراب تعدد الشخصيات

لا يوجد سبب دقيق يؤدي إلى الإصابة باضطراب تعدد الشخصيات ، ولكن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها مرتبطة بالحالة ، ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة ، تشمل هذه العوامل التالي :

  • عوامل الإجهاد النفسي والصدمات النفسية : قد يؤدي التعرض لصدمات نفسية شديدة مثل التعرض للإساءة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية ، أو الانفصال عن الأهل أو الأصدقاء المقربين ، أو وفاة أحد عزيز إلى تطوير حالة اضطراب تعدد الشخصيات.
  • الإساءة الجسدية والجنسية في مرحلة الطفولة : قد يتعرض بعض الأطفال للإساءة الجسدية والجنسية والعاطفية في مرحلة الطفولة ، وهذا يمكن أن يجعل الدماغ ينشئ عدة شخصيات كآلية للتعامل مع هذه الإساءة.
  • العوامل الوراثة : أشارت بعض الدراسات إلى أن العوامل الوراثية يمكن أن تكون سبباً لهذا الاضطراب ، فيمكن أن ينتقل هذا الاضطراب إلى الفرد إذا كان أحد أقاربه بالدم مصاباً به.
  • الإصابة الدماغية : يمكن أن يؤدي تعرض الفرد لإصابة دماغية إلى تغييرات في الدماغ والتي قد تؤدي في بعض الحالات إلى حدوث اضطراب تعدد الشخصيات.

يجب ملاحظة أن هذه العوامل لا تؤدي بالضرورة إلى حدوث اضطراب تعدد الشخصيات ، وإنما تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.

أعراض اضطراب تعدد الشخصيات

تختلف أعراض اضطراب تعدد الشخصيات من شخص لآخر ، كما يمكن أن تتراوح شدتها بين الخفيفة والحادة ، وبشكل عام ، تكون الأعراض كالتالي :

  • وجود شخصيات متعددة : يعتبر وجود شخصيات متعددة أحد أهم العلامات التي تدل على وجود اضطراب تعدد الشخصيات ، ويمكن أن تختلف هذه الشخصيات في السن والجنس والصفات الشخصية والأساليب اللفظية والمظاهر البدنية.
  • التبديل السريع بين الشخصيات : يمكن للشخصيات المختلفة التحكم في الشخصية الأساسية والتبديل بها بشكل سريع دون وعي من المريض.
  • فقدان الذاكرة : يمكن للمريض المصاب بهذا الاضطراب أن يفقد الذاكرة لفترات زمنية معينة ، أو يتذكر جوانب معينة من حياته بشكل غير دقيق.
  • انفصام الذات : يشعر المريض بعدم الثبات في الهوية والانفصام الذاتي ، حيث يشعر بالتغيير المستمر في شخصيته وعدم القدرة على التحكم بها.
  • الاضطرابات النفسية : حيث يمكن أن يصاحب هذا الاضطراب بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق والإحباط.
  • تقلب حاد في المزاج : حيث يشعر المريض بتقلب مزاجي حاد في نفس الوقت ، فيمكن أن يشعر بالحزن والفرح والغضب والخوف والاكتئاب والانفصام.

يجب الإشارة أن هذه الأعراض لا تظهر عند كل المصابين ، وقد يختلف نوع وشدة الأعراض من شخص لآخر. ومن المهم مراجعة الأخصائي النفسي أو الطبيب في حالة الشعور بوجود أعراض مشابهة للأعراض المذكورة سابقاً ، لتحديد التشخيص الصحيح وتلقي العلاج المناسب.

تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات

يعد تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات أمراً صعباً ، ويتطلب تقييم شامل للأعراض وللتاريخ الطبي للمريض ، ويتم التشخيص عادة بعد فترة من الإصابة ، ولتشخيص هذا الاضطراب يمكن أن يقوم الأخصائي أو الطبيب بالخطوات التالية :

  1. إجراء مقابلة سريرية : يتم تقييم المريض من خلال إجراء مقابلة سريرية معه ، حيث يطلب الطبيب من المريض التحدث عن أعراضه وتاريخه الطبي ، ويتم تحديد ما إذا كان هناك وجود لعدد من الشخصيات تتحكم في المريض والأعراض الأخرى المرافقة.
  2. تقييم الذاكرة : يتم تقييم ذاكرة المريض ، ويتم تحديد ما إذا كان يعاني من فقدان ذاكرة جزئي أو كلي.
  3. الاختبارات المعيارية : يمكن استخدام الاختبارات المعيارية المختلفة لتحديد وجود اضطراب تعدد الشخصيات مثل اختبار الشخصية المتعددة واختبارات الذكاء.
  4. التقييم النفسي : يمكن استخدام التقييم النفسي لتحديد درجة وشدة الاضطراب الذي يعاني منه المريض.

علاج اضطراب تعدد الشخصيات

يتم علاج اضطراب تعدد الشخصيات باستخدام العلاج الدوائي والنفسي بشكل رئيسي.

العلاج الدوائي

يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والذهان لمعالجة الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب ، مثل مضادات الاكتئاب الانتقائية لإعادة التوازن الكيميائي في المخ ، ومضادات الذهان للتحكم في الأفكار والانطباعات الخاطئة.

العلاج النفسي

يتم استخدام العلاج النفسي لمعالجة الأسباب العاطفية والنفسية المؤدية للمرض ، وأيضاً من أجل تعديل وتغيير الأفكار والسلوكيات الخاطئة عند المريض ، ومن أهم أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب تعدد الشخصيات هو العلاج المعرفي السلوكي : يركز هذا العلاج على تغيير أنماط السلوك والتفكير السلبية وتحسين الصحة النفسية عند المصاب.

العلاج بالتنظيم العصبي الذاتي

يتضمن هذا العلاج استخدام الأجهزة الطبية لتحسين التنظيم العصبي الذاتي للمريض ، وتحسين وظائف الجهاز العصبي وتقليل الأعراض المرتبطة بالاضطراب

زر الذهاب إلى الأعلى