التوتر العصبي ، الأسباب والأعراض والعلاج

يعد التوتر العصبي مشاكلة نفسية شائعة تواجه بعض الأفراد في حياتهم اليومية ، وهو رد فعل طبيعي للجسم عند تعرضه لضغوطات الحياة وتحدياتها. ولكن إذا كان هذا التوتر مستمراً وبقي لفترات طويلة فيمكن أن يؤدي إلى إصابة الفرد بمجموعة من المشاكل الجسدية والنفسية. وفي ما يلي سوف نتحدث عن التوتر العصبي بشكل أوسع ونذكر الآثار المترتبة على استمراره.

تعريف التوتر العصبي

يعد التوتر العصبي مشكلة شائعة تواجه مجموعة كبيرة من الأفراد في حياتهم اليومية ، ويعرف بأنه حالة من الارتباك والتوتر النفسي تصيب الجسم عند تعرضه للضغوط والتحديات اليومية. حيث أنه عندما يتعرض الجسم للضغوط يقوم الجهاز العصبي الذاتي بتحفيز الغدة الكظرية في الكلى لإفراز هرمون الأدرينالين والنورأدرينالين. وتعمل هذه الهرمونات على زيادة معدل ضربات القلب وتوسيع الشرايين ورفع ضغط الدم وتخزين السكر في الكبد وزيادة التنفس ، وهذه جميعها تعتبر ردود فعل طبيعية للجسم للتعامل مع الضغوط اليومية.

ولكن إذا كان التوتر العصبي مستمراً لفترات طويلة ، فقد يؤدي إلى مشاكل في الصحة الجسدية والنفسية. فعندما يستمر الجسم في إفراز هذه الهرمونات لفترة طويلة ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث تغييرات في الجهاز العصبي والهرموني والمناعي ، مما قد يؤدي بدوره إلى مشاكل في الصحة النفسية والجسدية مثل القلق والتوتر والإرهاق والضعف العام ، والصداع والتعرق والعصبية والتشتت وصعوبة التركيز. لذلك لا بد من علاج التوتر العصبي بأسرع وقت لتجنب الآثار السلبية التي قد تنتج عنه.

أسباب التوتر العصبي

يوجد مجموعة واسعة من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الفرد بالتوتر النفسي ، ومن أكثر هذه الأسباب شيوعاً ما يلي :

  • ضغوط الحياة اليومية : إن تعرض الفرد لضغوط الحياة مثل الضغوط الدراسية والعمل وضغوط العلاقات وغيرها من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوتر العصبي.
  • التعرض لتجارب مؤلمة : حيث يمكن أن يؤدي تعرض الفرد لأحداث صعبة مثل فقدان الوظيفة أو الطلاق أو المرض إلى إصابة الفرد بالتوتر العصبي.
  • مشاكل الصحة النفسية : حيث يمكن أن تؤدي إصابة الفرد بأحد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب ، اضطرابات القلق ، اضطرابات النوم إلى ظهور أعراض التوتر العصبي ، فيعد التوتر العصبي جزءً من أعراض بعض الاضطرابات النفسية.
  • أسلوب الحياة : إن أسلوب الحياة غير الصحي مثل قلة النوم وعدم ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة غير الصحية يمكن أن يؤدي إلى التوتر العصبي.
  • الوراثة : حيث يمكن أن ينتقل التوتر العصبي عن طريق الوراثة من الأهل.

أعراض التوتر العصبي

هناك مجموعة واسعة من الأعراض التي يعاني منها الفرد المصاب بالتوتر النفسي ، تشمل هذه الأعراض التالي :

أعراض التوتر العصبي النفسية

  1. الشعور بالقلق والتوتر بسبب أو دون سبب واضح.
  2. الاكتئاب.
  3. التفكير الزائد والتركيز على الأحداث السلبية.
  4. العصبية والتشتت.
  5. اضطرابات النوم مثل الأرق والتغيرات في نمط النوم.
  6. التوتر الاجتماعي حيث يمكن أن يشعر المصابون بالتوتر العصبي بعدم الراحة في الأماكن الاجتماعية.
  7. العزلة.
  8. التوتر العاطفي : حيث يمكن أن يؤثر التوتر العصبي على العلاقات العاطفية ، وخاصة العلاقات الحميمية ، مما قد يؤدي بدوره إلى عدم الرغبة في القيام بالأنشطة الرومانسية والجنسية.
  9. الالتزام الزائد بإكمال المهام وأداء الواجبات.

أعراض التوتر العصبي الجسدية

  1. الصداع : يمكن أن يعاني المصابون بالتوتر العصبي من الصداع ، وبشكل خاص الصداع النصفي الشديد الذي يصاحبه شعور بالألم في الجانب الأيسر أو الأيمن من الرأس.
  2. التشنجات العضلية : خاصة في العنق والكتفين والظهر ، ويمكن أن تؤدي هذه التشنجات إلى الشعور بالألم وصعوبة في الحركة.
  3. المشاكل الهضمية : حيث يمكن أن يعاني المصابون بالتوتر العصبي من مشاكل هضمية مثل الإمساك والإسهال وآلام المعدة والغثيان.
  4. زيادة معدل ضربات القلب.
  5. ضيق في التنفس.
  6. التعرق الزائد خاصة في اليدين والقدمين.
  7. الألم العام : يمكن أن يعاني المصابون بالتوتر العصبي من آلام عامة في جميع أنحاء الجسم ، وخاصة في المفاصل والعضلات.

أعراض التوتر العصبي السلوكية

  1. الانسحاب الاجتماعي وتجنب المواقف الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
  2. الاضطرابات السلوكية مثل السلوك العدائي والتوتر والعصبية.
  3. التهرب من المسؤوليات والمواقف الصعبة ، مما قد يؤدي إلى الإحساس بالذنب.
  4. الإدمان على المواد الكحولية والمخدرات كوسيلة لتخفيف التوتر والقلق.
  5. الإفراط في الأكل أو قلة الأكل.

أضرار التوتر العصبي على الصحة

يمكن أن يؤدي التوتر العصبي إلى إصابة الفرد بمجموعة من الأضرار الصحية. وفيما يلي بعض الأضرار الشائعة التي يمكن أن يسببها التوتر العصبي :

  1. ارتفاع ضغط الدم ، والذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  2. أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والجلطات الدماغية.
  3. الاضطرابات الهضمية مثل القرحة المعدية والتهاب الأمعاء والإمساك والإسهال.
  4. اضطرابات النوم مثل الأرق والنوم الخفيف والاستيقاظ المتكرر في الليل.
  5. اضطرابات في الجهاز المناعي ، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية.

تشخيص التوتر العصبي

يتطلب تشخيص التوتر العصبي تقييماً شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي للمريض ، ويتم التشخيص من خلال ما يلي :

  1. المقابلة الطبية مع المريض : حيث يجري الطبيب مقابلة مع المريض لتحديد الأعراض والتاريخ الطبي والعائلي للمريض.
  2. الفحص الجسدي : يمكن أن يقوم الطبيب إجراء فحص جسدي للمريض لتحديد الأعراض الجسدية المرتبطة بالتوتر العصبي.
  3. الفحوصات المخبرية : يمكن أن يقوم الطبيب بطلب فحوصات مخبرية مثل تحليل الدم لاستبعاد الأسباب الطبية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض.
  4. تحويل للأخصائي النفسي : يمكن أن يقوم الطبيب بتحويل المريض إلى أخصائي نفسي لتقييم حالته النفسية وتحديد ما إذا كان المريض يعاني من التوتر العصبي أو اضطراب نفسي آخر.
  5. التشخيص النهائي : يتم الحكم على الفرد ما إذا كان مصاباً بالتوتر العصبي عندما يكون هناك وجود أعراض مستمرة لفترة طويلة ، تؤثر على حياته اليومية وأداءه لأنشطته.

علاج التوتر العصبي

يوجد مجموعة واسعة من الخيارات العلاجية المستخدمة في علاج التوتر العصبي ، من أكثر هذه الخيارات شيوعاً التالي :

  1. ممارسة التمارين الرياضية : يمكن للتمارين الرياضية المنتظمة ، مثل المشي أو الجري أو اليوغا ، أن تساعد في الحد من التوتر العصبي وتحسين الصحة العامة.
  2. الاسترخاء والتأمل : يمكن لتقنيات الاسترخاء والتأمل مثل التدليك والتأمل والتنفس العميق أن تساعد في تخفيف التوتر العصبي وتحسين الصحة العامة.
  3. العلاج النفسي : مثل العلاج السلوكي المعرفي ، الذي يهدف إلى مساعدة المريض على تطوير مهارات التعامل مع التوتر العصبي والتغلب عليه.
  4. العلاج الدوائي : حيث يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق والمهدئات العصبية للتخفيف من بعض الأعراض المرتبطة بالتوتر العصبي.
  5. تغيير نمط الحياة : يمكن أن يؤدي تغيير نمط الحياة وتحسين النظام الغذائي والنوم بشكل كافي والتخلص من العادات السيئة مثل التدخين وتناول الكحول والمخدرات أن يساعد في تحسين الصحة العامة وتقليل التوتر العصبي.
زر الذهاب إلى الأعلى