ما هي الأصوات التي يسمعها مريض الفصام؟

يتميز الفصام بظهور مجموعة أعراض مختلفة ، ومن أهم هذه الأعراض هي الأصوات الوهمية التي يسمعها المصاب بهذا الاضطراب. ويمكن أن تتمثل هذه الأصوات بشكل توجيهات أو نقاشات أو تعليقات وغيرها ، ويشعر المريض بأن هذه الأصوات حقيقية وموجودة ، على الرغم من عدم وجودها في الواقع.

وإن هذه الأصوات تنشأ في الدماغ ولا تكون ذات مصدر خارجي ، ويعتقد العلماء أن سبب حدوثها راجع إلى خلل في نشاط الدماغ أو خلل في التواصل بين الأجزاء المختلفة فيه. وتؤثر هذه الأصوات على حياة المريض ، حيث تسبب له القلق والتوتر وتؤثر على تصرفاته وعلاقاته الاجتماعية.

أسباب سماع مريض الفصام لهذه الأصوات

تختلف الأصوات التي يسمعها المرضى من شخص لآخر ، ولكنها غالباً ما تكون أصواتاً داخلية ، ويتعامل معها المريض كما لو كانت حقيقية. ويوجد وجهتي نظر تفسران سبب سماع مرضى الفصام لهذه الأصوات :

وجهة نظر الطب النفسي : يعتقد الأطباء أن هذه الأصوات تنشأ نتيجة حدوث اضطرابات في العمليات العصبية بالدماغ ، وتحديداً في المناطق المسؤولة عن معالجة الصوت. ويمكن أن تكون هذه الاضطرابات بسبب عدة عوامل مثل : التوتر الشديد ، أو الإدمان على المخدرات ، أو الإصابة بمرض عضوي في الدماغ.

وجهة نظر علم النفس : يفسر علماء النفس الأصوات التي يسمعها المرضى بقولهم أنها تشير إلى عدة أمور. مثل أن المريض يعاني من اضطراب في الواقعية ، حيث يتعامل مع الأشياء التي لا وجود لها في الحقيقية. كما أنها تشير إلى احتمالية وجود اضطرابات في الشخصية ، وعدم قدرة على التعامل مع العالم الخارجي بشكل صحيح.

ما هي الأصوات التي يسمعها مريض الفصام؟

كما ذكرنا سابقاً فإن الأصوات تختلف من مريض لآخر ، ويمكن أن يسمع المريض عدة أنواع من الأصوات ، وتشمل هذه الأصوات بشكل عام التالي :

1- الأصوات الوهمية

هي الأصوات التي يسمعها مريض الفصام ولا وجود لها في الواقع. وتتميز بأنها تأتي من خارج المريض وتجعله يشعر بأنه يسمع صوتاً يتحدث معه ، وتتضمن عادة تعليمات أو تحذيرات أو تهديدات.

ويمكن أن تكون هذه الأصوات إيجابية أو سلبية ، وقد تؤثر بشكل كبير على حياة المريض. حيث يمكن أن تأمر هذه الأصوات المريض بالقيام بأعمال خطيرة أو تهدده بإلحاق الأذى به مما يسبب له الخوف والقلق والتوتر ، وتجعله يشعر بعدم استقرار نفسي.

ويمكن أن تكون الأصوات الوهمية متعددة ، وتتضمن أصواتاً لأشخاص يتحدثون مع بعضهم البعض أو صوت شخص واحد. وقد يتم تحديد نغمة معينة للأصوات الوهمية ، وقد يشعر المريض بأن هذه الأصوات تأتي من كيانات خارجية مثل الله أو الشيطان أو قوى خارقة.

2- الأصوات النقاشية

تتناقش هذه الأصوات داخل عقل المريض مع بعضها البعض ، ويشعر المريض بأنه يشارك في هذه النقاشات ويحاول التدخل فيها. وتتميز هذه الأصوات بأنها تختلف في النغمة والشخصيات التي تتحدث فيها ، وقد تكون إيجابية أو سلبية ، وغالباً ما تكون متعلقة بمشاعر المريض أو أفكاره أو تصرفاته.

وتسبب له القلق والتوتر وتشتت الانتباه ، وتجعله يشعر بعدم الاستقرار النفسي. ويمكن أن تتضمن الأصوات النقاشية أيضاً أصواتاً لشخصيات خيالية أو لأشخاص حقيقيين في حياة المريض ، وقد تؤثر على طريقة تفكير المريض وعلاقاته الاجتماعية. وهي جزء من الأصوات الوهمية

3- الأصوات التعليمية

هي الأصوات التي تعطي المريض تعليمات مثل “افعل هذا” أو “قل كذا”. وقد يشعر المريض بأن هذه التعليمات تأتي من كيان خارجي مثل الله أو الشيطان أو قوى خارقة. وهذه الأصوات يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية ، وتؤثر عادة على تصرفات المريض. فمثلاً ، إذا كانت التعليمات سلبية ، فقد تطلب من المريض عدم الخروج من المنزل أو تناول أدوية بكميات كبيرة ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تدهور حالته الصحية.

ويجب ملاحظة أن الأصوات التعليمية هي جزء من الأصوات الوهمية ، وغالباً ما تأتي هذه الأصوات مع الأصوات النقاشية والأصوات الوهمية الأخرى.

4- أصوات التعليقات

هي أصوات تعلق على أفعال المريض أو سلوكياته ، وتكون إيجابية أو سلبية. وقد تؤثر على تصرفات المريض وتسبب له القلق والتوتر.

فالأصوات الإيجابية قد تكون تشجيعية وتحفيزية ، مثل “أحسنت” أو “أنت موهوب” وهذه الأصوات يمكن أن تساعد المريض على تحس أدائه وزيادة ثقته بنفسه.

أما الأصوات السلبية ، فقد تكون انتقادية وهجومية ، مثل “أنت فاشل” أو “أنت لا تستحق الحياة” وهذه الأصوات يمكن أن تؤثر على تصرفاته وتجعله يشعر باليأس والإحباط والتشاؤم.

ويجب ملاحظة أن أصوات التعليقات هي جزء من الأصوات الوهمية ، وغالباً ما تأتي مع الأصوات النقاشية والوهمية الأخرى.

5- الأصوات المشوهة

حيث يسمع المريض أصواتاً تتحول وتُحرّف من صوت حقيقي إلى صوت آخر يختلف تماماً عن الصوات الحقيقي ، ويشعر المريض بأن هذه الأصوات تحاول الإساءة إليه أو التلاعب به. وتجعل المريض يشعر بالتوتر والقلق وعدم الثقة بالآخرين.

فمثلاً ، يمكن للمريض أن يسمع صوت صديقه المقرب ولكن يبدو صوته مشوهاً ومحرّفاً ، ويمكن أن يسمع أصواتاً لأشخاص لا يعرفهم أو لشخصيات خيالية. وتتضمن الأصوات المشوهة أيضاً أصواتاً للأشياء ، مثل صوت أشياء تتحرك بشكل غير عادي في المنزل ، مما يجعل المريض يشعر بالتوتر والخوف. وهي جزء من الأصوات الوهمية

6- أصوات أخرى

مثل النغمات والأصوات الطبيعية والأصوات الموسيقية والأصوات العشوائية ، والتي يمكن للمريض سماعها بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يسمع بها الأشخاص العاديين. وهي أيضاً جزء من الأصوات الوهمية.

يجب التأكيد على أن هذه الأصوات تتفاوت في الشدة والتكرار والتأثير على حياة المريض. ويحتاج المريض الذي يعاني من سماع الأصوات إلى علاج شامل يتضمن الأدوية والعلاج النفسي والتدخلات الاجتماعية والدعم العائلي. ويهدف العلاج إلى تحسين نوعية حياة المريض وتخفيف تأثير هذه الأصوات على حياته اليومية ، ويمكن أن يتضمن العلاج أيضاً تدريبات للتحكم في الأفكار والتصرفات وتعزيز الثقة بالنفس. ومن المهم أن يكون العلاج مستمراً ومنتظماً لتحقيق أفضل النتائج وتحسين حالة المريض.

زر الذهاب إلى الأعلى