كيفية التعامل مع حالات الفقدان

يولد الشخص وهو بحاجة إلى من حوله لينمو ويتطور ، فتنمو بينه وبين من حوله روابط ، وعندما يتم قطع أحد هذه الروابط فيمر بفترة من الحزن أو المشاعر السيئة والتي يمكن أن تؤثر على عدة جوانب تشمل الصحة الجسدية والنفسية وأيضاً على سلوكه وعلاقاته الاجتماعية ، وإن شدة هذا التأثير تختلف باختلاف العلاقة بين الشخص والآخر الذي فقده والظروف التي فقد بها هذا الشخص وشخصيته ومكانته الاجتماعية.

وعليه فإن كثيراً من الأشخاص يتساءلون عن كيفية التعامل مع حالات الفقدان وذلك ليتمكنوا من التخلص من المشاعر السلبية والحزن الذي يصابون به بعد فقدانهم لأحد عزيز عليهم وتجنبهم للآثار المترتبة على ذلك ، وفي ما يلي سوف نتحدث عن كيف يمكن للشخص أن يتعامل مع حالات الفقدان ولكن قبل ذلك لا بد من معرفة المراحل التي يمر بها الشخص بعد تعرضه للفقدان.

المراحل التي يمر بها الشخص عندما يتعرض للفقدان

يمر الشخص بخمس مراحل في حالات الفقدان ، وهذه المراحل تمثل حالة الشخص منذ تعرضه للفقدان حتى خروجه من هذه الحالة ، وإن معرفة هذه المراحل تساعد الفرد في تقبل الواقع وأيضاً يساعده في إخراج نفسه من هذه الحالة لأنها أمر واقع لا مفر منه ، وهذه المراحل هي التالي :

  1. الإنكار والعزلة : حيث يقوم الشخص بإنكار الواقع والخروج منه إلى العزلة والجلوس وحيداً.
  2. الغضب : حيث يصبح الشخص غاضباً بشكل مستمر ويستثار غضبه لأسباب تافهة لا تستدعي ذلك ، وذلك نتيجة للألم العاطفي الذي يشعر به.
  3. المساومة : حيث يقوم الشخص بسؤال نفسه ما إذا كان بإمكانه تغيير شيء ما أو أنه لو فعل كذا لما حدث ذلك ، وتحدث هذه المرحلة نتيجة لشعور الشخص بالضعف والعجز.
  4. السلبية : حيث يصبح الشخص مكتئباً وحزيناً وقلقاً ونادماً.
  5. القبول : تعتبر هذه المرحلة هي الأخيرة حيث يقبل الشخص بالواقع ويعترف به ومن ثم يعود لحياته الطبيعية ويمضي قدماً.

طريقة التعامل مع حالات الفقدان

يوجد أربع مهام يجب على الشخص القيام بها ليتمكن من التعامل مع حالات الفقدان ، وهي التالي :

1. تقبل حقيقة الخسارة

يعد تقبل حقيقة الخسارة أمر مهم جداً ، وهو أول خطوة يجب على الفرد الاقتناع بها ، وبعيداً عن طبيعة العلاقة التي تربطنا بالشخص الذي فقدناه صديق أو حبيب أو زوج أو أحد الأقارب العزيزين علينا ، فلا بد من مواجهة هذا الأمر والاقتناع بأنه لن يعود أبداً ، وأن عودته أمر مستحيل.

2. التعامل مع العواطف والأفكار

إن الشعور بالألم والحزن والمشاعر المتدنية شيء مفروغ منه ولا يمكن لأي شخص مهما كان قوياً أن يفقد أحداً غزيزاً عليه ولا يشعر بهذه المشاعر ، ولكن تختلف شدة هذه المشاعر من شخص لآخر ، وإن هذه المشاعر تستثار نتيجة لتفكير الشخص بالحادث الذي تعرض له أو تذكر مواقف كانت تجمعه بالشخص الذي فقده ، أو استرجاع الذكريات.

ولكي يتمكن الشخص من تجنب هذه المشاعر فيجب عليه عدم التفكير أبداً بالحادث أو بالمواقف أو بالذكريات التي كانت تجمعه مع الفقيد ، والعمل بكامل قوته على تجنب التفكير به ، ويجب عليه عندما تراوده هذه الأفكار مباشرةً أن ينحو عنها وأن يفكر بشيء أخر أو أن يشغل نفسه بالعمل.

3. التكيف مع البيئة

إذا كان الفقيد شخصاً يشغل مهام أو أنه كان يقوم بدور كبير في حياة الفاقد مثل الزوج الذي يؤمن قوت بيته ويسند زوجته ، فهنا لا بد أن يقوم الشخص الفاقد بتطوير نفسه وتعلم مهارات جديدة ليتمكن من تولي هذه المهام ، وأيضاً يجب أن يتعلم كيفية العيش بمفرده ، وينمي قدرته على اتخاذ القرارات.

4. الاستمرار في الحياة

لا شك أنه من الصعب المضي في الحياة بعد التعرض للفقدان وخاصة إذا كان الفقيد شخصاً مهماً جداً ، ولكن لا بد للفاقد أن يبدأ ببناء علاقات جديدة وإيجاد مكان مناسب له ولحياته ، ولهذا فيجب على الشخص عدم القول أنه لا يمكن فالحياة مليئة بالفرص والإمكانيات الجديدة ، كما يمكنه أن يستمتع مرة أخرى ويبني حياته من جديد.

وفي النهاية إن تفكيرنا في الماضي أو بالحادث الذي حصل لن يغير شيء من الواقع ، فنحن إذا قمنا بالتفكير لن نغير الواقع بل سوف نتعب أنفسنا أكثر ويمكن أن نخسر مستقبلنا ، لذا لا بد من التركيز على الحاضر وإزالة جميع الأفكار السلبية وأيضاً الذكريات التي تراودنا ومن ثم وضع أهداف جديدة والتفكير بها فقط والسعي إلى تحقيقها.

زر الذهاب إلى الأعلى