علاج الغضب والتعامل معه

ما هو الغضب الذي يحتاج إلى علاج ؟ كيف يمكن علاج الغضب ؟ يعد الغضب استجابة عاطفية طبيعية تظهر لمساعدتنا على التكيف مع ما نتعرض له من تهديد أو أذى أو عنف أو إحباط ، ونحن كبشر لا يوجد أي منا لم يجرب هذا الشعور ويختبره بفترة ما من فترات حياته ، ولكن عند بعض الأفراد يكون الغضب غير طبيعي وخارج عن الحد المقبول ويحتاج إلى علاج وضبط وذلك نتيجة لما يترتب عليه من أضرار على الفرد الغاضب وعلى محيطه. وفي شرحنا التالي سوف نتحدث عن طريقة علاج الغضب والتعامل معه.

علاج الغضب

قبل الحديث عن علاج الغضب لا بد من ذكر مفهوم الغضب الذي نهدف إلى علاجه من خلال شرحنا التالي ، فالغضب غير المحمود والذي يحتاج إلى علاج هو تلك النوبات المفاجئة التي تتسم بالعدوان ولا تناسب حجم الضغط أو الفعل الذي أثارها وتؤدي بالتالي إلى الاعتداء على الآخرين أو الممتلكات.

كما هو رد فعل عدائي ومبالغ به يقوم به الفرد نتيجة لتعرضه لمضايقات تافهة ، وإصدار أحكام متسرعة وقاسية ، واستخدام الألفاظ البذيئة ، وعدم احترام الآخرين.

وإن أول خطوة في علاج الغضب تتمثل بتحديد الأهداف التي نبغي الوصول إليها ، وتتمثل هذه الأهداف بالتالي :

  • تقليل شدة الغضب والتقليل من مرات حدوثه.
  • تعلم طرق مناسبة للتعبير عن مشاعر الغضب.
  • زيادة وعينا بسلوكياتنا الخاطئة التي نقوم بها عندما نكون غاضبين ، مع وضع بدائل أكثر ملائمة لها.
  • تنمية قدرتنا على التحكم بغضبنا.

طريقة علاج الغضب

إذا قمنا بتطبيق الخطوات التالية بشكل منتظم ودقيق فسوف نتمكن من علاج الغضب الذي ينتابنا والتخلص منه ، ومع وجود الإرادة فلا شيء مستحيل :

أولاً : يجب أن نقوم بالجلوس بمكان هادئ ومن ثم التفكير بشكل دقيق بسلوكنا عندما نكون غاضبين وكيف نتصرف وماذا نفعل.

ثانياً : نقوم بإحضار ورقة ومن ثم نقوم بكتابة المواقف كافة التي شعرنا بها أن مشاعرنا قد جرحت والتي أدت إلى شعورنا بالغضب.

ثالثاً : نناقش مع أنفسنا أهمية الصفح عن من أساء إلينا ودور هذا الصفح في تخليصنا من الغضب ، أي يجب أن نوازن بين المسامحة والصفح عن الإساءة التي تثير غضبنا وبين حاجتنا ورغبتنا بالتخلص من الغضب وحجم المضار الناتجة عنه.

رابعاً : يجب علينا كسر الحاجز النفسي الذي يمنعنا من المسامحة أو الصفح أو تغيير سلوكنا الغاضب ، ويتم ذلك من خلال أن نقوم مثلاً بكتابة رسالة لشخص قد قمنا بالغضب منه نطلب فيها منه أن يسامحنا أو نذهب إليه ونتحدث معه وجهاً لوجه ونطلب منه أن يصفح عنا ، ولهذه الخطوة دور كبير في تحريرك من الغضب.

خامساً : نقوم بإعداد قائمة نكتب بها أسباب الغضب والهدف منه أي لماذا نغضب ما هي الغاية من ذلك والسلوك الذي تقوم به عندما نغضب.

سادساً : نقوم بوضع بدائل سلوكية لكل موقف نعلم أنه يستثير غضبنا والتأكيد على تطبيق هذه البدائل في حال حدث الموقف ، فمثلاً أنت تغضب نتيجة لسماع صوت صراخ ابنك فتقوم بضربه أو الصراخ عليه أو كسر شيء ما من حولك ، فهنا يجب عليك وضع بديل لسلوكك فبدلاً من الصراخ على ابنك أو ضربه أو كسر شيء ما ، قم بحمل ابنك أو التحدث معه بهدوء أو اللعب معه أو الخروج من الغرفة التي هو بها ومع وضع بدائل لكل السلوكيات التي تثير غضبك سوف تتمكن بعد مرور مدة قصيرة من كسر حالة الغضب لديك كما سوف يقوم عقلك بتعميم السلوك الهادئ وإحلاله بديلاً عن السلوك الغاضب في كافة المواقف التي يحتمل أن تثير غضبك مستقبلاً.

يجب معرفة أن الغضب في بعض الحالات يمكن أن يكون ناتجاً عن إصابة الفرد بإضراب نفسي ما ، وهناك الكثير من الاضطرابات النفسية التي يكون الغضب أحد أهم أعراضها ، لذا إذا لم تنجه في التخلص من الغضب من خلال الطريقة السابقة فلا بد أن تقوم بزيارة معالج نفسي وطرح مشكلتك عليه ليساعدك في حلها.

زر الذهاب إلى الأعلى