فوبيا الثقوب (Trypophobia) ، الأسباب والأعراض والعلاج

تعد فوبيا الثقوب أحد أنواع اضطرابات القلق وعلى وجه الخصوص هي أحد أنواع الرهاب ، والتي تتمثل بخوف المصاب بها من رؤية الثقوب أو الأشكال الهندسية صغيرة الحجم والمتلاصقة ، وفي ما يلي سوف نتحدث عن هذا الاضطراب بشيء من التفصيل.

فوبيا الثقوب

فوبيا الثقوب أو فوبيا النخاريب ، وتسمى باللغة العربية “رهاب الثقوب” ، وبالإنجليزية “Trypophobia” تعرف بأنها خوف غير منطقي يحدث عند رؤية الفرد لمجموعة ثقوب متقاربة مثل قرص دوار الشمس أو خلية نحل مما يؤدي إلى شعور الفرد بالقلق والاشمئزاز أو النفور.

لم يتم إدراج فوبيا الثقوب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة وذلك لأنها لا تستوفي معايير الرهاب المتمثلة بالخوف والقلق الناتجين عن أمر معين ويسببان إعاقة في أداء الفرد لأنشطته اليومية ، فيرى العلماء أن فوبيا الثقوب أقرب إلى حالة الاشمئزاز والنفور من الخوف.

محفزات فوبيا الثقوب

المقصود بالمحفزات هي الأشياء التي يمكن أن تسبب للشخص المصاب بهذا النوع من الفوبيا الخوف والنفور ، ومن أكثر هذه المحفزات شيوعاً التالي :

  • قطع الجبن المثقبة.
  • بعض أنواع الفواكه التي تحتوي على بذور صغيرة مثل : الفراولة ، التوت ، الكيوي.
  • أقراص العسل.
  • أقراص دوار الشمس أو عباد الشمس.
  • بذور نبتة اللوتس.
  • الإسفنج.
  • عيون بعض الحشرات.
  • ثقوب المرجان.
  • بعض أنواع البرمائيات التي يكون جلدها على شكل دوائر صغيرة مثل الثعابين.

مدى شيوع فوبيا الثقوب

تعد الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور بهذا الاضطراب ، وتشير الدراسات العالمية إلى أن ما يقارب 17 بالمئة من سكان العالم لديهم درجة معينة من فوبيا الثقوب أي حوالي 1 من كل 6 أشخاص يعاني من هذا الاضطراب.

أسباب فوبيا الثقوب

لم يتمكن العلماء من اكتشاف السبب الدقيق لهذا الاضطراب ، لكن يشير العلماء إلى ثلاث نظريات يمكن أن يكون إحداها سبباً لحدوث هذا الاضطراب ، وهذه النظريات هي التالي :

  1. النظرية الأولى : يرى أصحابها أن الخوف من الثقوب يرتبط في اللاوعي بالخوف من الحيوانات الخطيرة التي يحتوي مظهرها على شيء يشبه الثقوب مثل الأفعى التي يكون جلدها مرسوماً على شكل دوائر صغيرة أو أشكال هندسية صغيرة ومتقاربة.
  2. النظرية الثانية : يرى أصحابها أن الخوف من الثقوب يمكن أن يكون مرتبطاً بالخوف من أنواع معينة من الجراثيم أو الطفيليات التي تسبب أمراضاً معدية تؤدي إلى ظهور علامات جلدية تشبه في مظهرها الثقوب مثل الجدري أو الحصبة.
  3. النظرية الثالثة : يربط أصحاب هذه النظرية أن السبب الكامن وراء الخوف من الثقوب يتعلق بالخصائص البصرية للثقوب ذاتها.

عوامل الخطر

بينت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين أصيبوا أو يعانون من الحالات التالية هم أكثر عرضة للإصابة بفوبيا الثقوب. تشمل الحالات التالي :

أعراض فوبيا الثقوب

يعاني المصاب بفوبيا الثقوب من مجموعة أعراض بعضها نفسي والآخر جسدي ، تشمل الأعراض التالي :

  • الشعور بالخوف والقلق.
  • تجنب تناول الأشياء التي تحتوي على الثقوب مثل الفراولة.
  • تجنب الذهاب إلى أماكن تحتوي على أشياء فيها ثقوب.
  • القشعريرة.
  • جفاف في الفم.
  • سرعة التنفس.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • التعرق.
  • الارتجاف.
  • الشعور بالغثيان.
  • الشعور بالاشمئزاز أو الرعب.

تشخيص فوبيا الثقوب

كما ذكرنا سابقاً لا تعترف الجمعية الأمريكية للطب النفسي في دليلها التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة بهذا الاضطراب مما يعني أنه لا يوجد له معايير تشخيص محددة ، لكن للتشخيص يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي للتأكد من سلامة صحتك الجسدية واستبعاد وجود سبب جسدي يؤدي إلى ظهور الأعراض ، ومن ثم يقوم بطرح بعض الأسئلة عن الأعراض التي تعاني منها والمدى التي ظهرت بها الأعراض وتاريخك العائلي ما إذا كان أحد من أقاربك مصاباً بأحد أنواع الفوبيا ، ومن ثم يقوم بتقديم استبانة لك على شكل اختبار ” اختبار فوبيا الثقوب ” ومن خلال إجابتك على هذا الاختبار يتم معرفة ما إذا كنت مصاباً بهذا الاضطراب أم لا.

ما هو اختبار فوبيا الثقوب

اختبار فوبيا الثقوب هو اختبار يتم تطبيقه على الفرد لمعرفة ما إذا كان مصاباً بفوبيا الثقوب أم لا . يوجد نوعين من الاختبارات الأول يحتوي على أسئلة يقوم بتقديمها لك الطبيب أو المعالج ومن خلال النتيجة النهائية يتم الحكم ما إذا كنت مصاباً ، والثاني يتم تطبيقه على الشكل التالي :

  1. يتم عرض مجموعة من الصور التي تحتوي على أشكال فيها ثقوب متقاربة وبعض الصور لا تحتوي على ثقوب ، لمدى تتراوح بين ثانية حتى ثمانية ثواني لكل صورة.
  2. ثم يطلب منك الطبيب تقدير المدى التي رأيت فيها كل صورة.
  3. ثم يقوم الطبيب بمقارنة تقديراتك لمدى عرض الصور التي تحتوي ثقوباً بتلك التي لا تحتوي على ثقوب.
  4. بعد ذلك تظهر نسبة نهائية للاختبار ، وتشير هذه النسبة إلى ما إذا كنت مصاباً أم لا.

مضاعفات فوبيا الثقوب

يمكن أن يؤدي ترك هذا الاضطراب دون علاج إلى تفاقمه ، حيث يمكن أن يؤثر على قدرتك على العمل والدراسة وعلاقاتك الاجتماعية ، كما يمكن أن يسبب لك التالي :

  • الشعور بالاكتئاب.
  • التوتر.
  • مشاكل في النوم مثل الأرق.
  • نوبات الهلع.

علاج فوبيا الثقوب

يتم علاج فوبيا الثقوب بشكل رئيسي باستخدام العلاج النفسي ، وفي بعض الحالات الشديدة يتم وصف الأدوية للمساعدة في تطبيق العلاج النفسي.

العلاج النفسي

يتم استخدام نوعين من العلاج النفسي لفوبيا الثقوب هما التالي :

  • العلاج السلوكي المعرفي : يعمل المعالج من خلال هذا العلاج على تغيير الأفكار والسلوكيات التي تساهم في ظهور هذا الاضطراب ، حيث يقوم المعالج بمناقشة الأفكار غير الواقعية عند المصاب واستبدالها بأفكار أكثر واقعية ومن ثم تغيير السلوكيات غير الملائمة.
  • العلاج بالتعرض : يتم تطبيق هذا العلاج وفق خطة منظمة يضعها المعالج ، حيث يتم تعريض الشخص بشكل تدريجي للشيء الذي يسبب له الخوف بدأً من تخيله ثم رؤية صور له ثم رؤيته على أرض الواقع هكذا حتى يزول الخوف من المثير نهائياً.

العلاج الدوائي

يمكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية للمساعدة في تطبيق العلاج النفسي وذلك في الحالات الشديدة ، حيث يمكن أن يتم وصف بعض مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق أو المهدئات ، وذلك جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي.

نصائح تساعدك في علاج فوبيا الثقوب ذاتياً

نقدم في ما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في علاج فوبيا الثقوب أو التخفيف من حدتها ، تشمل هذه النصائح التالي :

  1. ممارسة التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء والتأمل مثل اليوغا.
  2. النوم بشكل جيد من 7 إلى 8 ساعات يومياً.
  3. تجنب تناول المشروبات المنبهة أو المواد المنشطة.
  4. تنمية علاقاتك الاجتماعية والخروج مع الأصدقاء وإشغال النفس بدلاً من البقاء وحيداً والتفكير في مخاوفك.
  5. محاولة مواجهة مخاوفك بشكل تدريجي بدلاً من الهروب منها.
زر الذهاب إلى الأعلى