ابني مراهق ، ما هي أساليب التعامل مع المراهقين

تعد المراهقة مرحلة صعبة في حياة الأبوين وكذلك الأبناء نظراً لمدى التغيرات التي تطرأ على حياة المراهق سواء أكانت من الناحية النفسية أو الجسدية ، وتمتد تلك المرحلة من عمر 12_13 إلى عمر 21.

ويتصف المراهقون بالتفرد والتناقض في شخصياتهم ، كما أنهم يسعون بشتى الطرق لتحقيق الاستقلالية والفردية ، و يتصرفون كأنهم خبراء بكل الأمور مع أنهم يفتقرون إلى الكثير من الخبرة ، كما أنهم يشعرون بقوتهم و لا أحد يستطيع التغلب عليهم ولكنهم في الحقيقة غير آمنين وغالباً ما يكونون ضعفاء من الداخل يسهل التأثير عليهم والتلاعب بهم ، ونتيجة لذلك يواجه الآباء صعوبات عديدة في التعامل معهم ، سنعرض في هذا المقال أهم الأساليب التي تجعل التعامل مع المراهق أسهل .

أولاً : التعامل باحترام مع

مع وصول ابنك لمرحلة البلوغ يبدأ شعوره بأنه شخص ناضج وكبير يزداد ، وتزداد معه الحاجة لاحترام رأيه ورغباته ، وهذا ما يتوقعه من الأهل ، ويمكن التعبير عن الاحترام بالتحدث مع المراهق بهدوء والإنصات إلى كلامه ، وعدم التحدث بصوت عالي واستخدام الصراخ ، وذلك يعزز مشاعر الثقة بالنفس لدى المراهق كما يساعد في صقل شخصيته و يضمن بالمقابل تعامل المراهق باحترام مع أهله ومن حوله .

ثانياً : عدم بناء توقعات عالية من المراهق

تعتبر المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة و النضج ، وهذا يعني أن المراهق لم يعد طفلاً يتحمل الأوامر وكذلك لم يصل لمرحلة النضج بعد ، فالمراهقين لا يستطيعون تحمل المسؤولية بشكل كامل مثل الناضجين ، وذلك لأن دماغهم في مرحلة متوسطة من التطور ، فليس من المتوقع منهم عدم القيام بأخطاء ، والنجاح بكل الأمور ، لذا يساعد بناء توقعات واقعية عن إمكانية المراهق من التخفيف من حدية المشاكل التي تحدث بين الآباء و الأبناء في تلك المرحلة وكذلك يساعد الآباء في إظهار الدعم والتعاطف عند فشل ابنهم المراهق .

ثالثاً : منحهم قدر كافي من الحرية

إن منح المراهق الحرية بالنسبة الصحيحة يساهم في بناء شخصيته و يزيد من تحمله للمسؤولية ، والنسبة الصحيحة من الحرية هي النسبة التي لا تضع الابن في مخاطر بسبب عدم إدراكه للآثار المترتبة على قراراته ولا تجعله محاط بقيود تضعف شخصيته ، فلا بأس من تشجيع الأهل على قرار الابن المراهق طالما لا يسبب أي أذية له أو للآخرين ، وكذلك لابد من مناقشة الابن المراهق عند اتخاذه قرار من المحتمل أن يسبب له المتاعب ، وتكون المناقشة بغرض توضيح تلك المتاعب للابن وليس فرض القرار الأبوي فقط لأن ذلك سيجعله يتمرد ويغضب وقد يلجأ إلى خلق أكاذيب لتحقيق غايته .

رابعاً : بناء علاقة مبنية على الثقة وليس الشك

من المحتمل أن يمر المراهق بالعديد من المشاكل ، ولكن على الأباء محاولة التركيز على الأمور الجيدة التي يقوم المراهق بفعلها ، وتعزيز الثقة بنفسه و بقدراته حتى ولو كان المراهق في بداية الأمر لا يفهم الثقة التي يمنحها له والديه ، و في حال شعر الوالدين أن ابنهم يخون تلك الثقة عليهم مناقشة الموضوع معه وطرح الاسئلة بدلاً من بناء استنتاجات عقلية لأن معظم المراهقين لا يقصدون إزعاج والديهم ، كما يجب تعليمهم طرق بناء الثقة وذلك من خلال تحمل مسؤولية أنفسهم وإصلاح المتاعب التي قد  تواجههم .

خامساً :  محافظة الوالدين على الهدوء

قد يمارس المراهق أساليب استفزازية عند التعامل مع والديه ، وهذا ما يثير غضب الأهل و يجعلهم يتصرفون بأساليب تزيد الأمر سوء ، فإذا شعر أحد الأبوين بالغضب أثناء مناقشة المراهق يجب تأجيل الحديث وأخذ نفس عميق والتفكير بالغاية من النقاش وطريقة تحقيق تلك الغاية ، والتركيز على الهدوء أكثر.

سادساً : وضع الحدود و الالتزام بها

إن المراهقة فترة حرجة لا يكون فيها الشخص قادر على معرفة الصواب من الخطأ ، تسهم الحدود في مساعدة المراهق على التمييز بين الصواب والخطأ والخروج من تلك المرحلة بأقل قدر ممكن من المتاعب ، ولكن يجب أن لا تكون تلك الحدود قاسية وجامدة تجعل المراهق يتمرد ، ويجب أن تكون عقلانية وواقعية ، وتكون الغاية واضحة من تلك الحدود وعلى الوالدين أيضاً مناقشة الابن المراهق بتلك الحدود والسماح له بالتعبير عن رأيه فيها والمشاركة في وضعها ووضع العواقب المناسبة في حال عدم الالتزام بها ، هذا سيسهل التعامل معه في حال قيامه بالمتاعب .

سابعاً : التعبير عن الحب من قبل الوالدين

إن بلوغ الابن مرحلة المراهقة واستعداده لمرحلة الشباب لا يعني أنه لا يحتاج إلى مشاعر الحب والقبول ، لذا على الآباء مبادرة الأولاد المراهقين بتصرفات تعبر عن الحب مثل قضاء وقت مع بعضهما سواء في اللعب أو مناقشة الأفكار ، القيام بالتنزه ، الاستماع إلى مشاكلهم ، إظهار التعاطف والدعم ، تبادل الهدايا دون وجود مناسبات ، عادةً ما تساعد تلك الممارسات على تهدءة نفس المراهق .

ثامناً : الإنصات إلى مشاكلهم ورغباتهم

من المؤكد أن التعامل مع مراهق ليس بالأمر السهل ، ولكن محاولة الأهل للبدء بحوار يهدف إلى التعرف على مشاكل ابنهم المراهق ورغباته في غاية من الأهمية ، فمن المحتمل أن يكون الأهل سبب في تلك المشاكل دون إدراك ذلك وهذا ما يجعل التعامل صعب ، وإذا أراد الأبوين تقديم نصيحة لابنهم المراهق لابد أن تكون تلك النصيحة على شكل قصة كي لا يشعر المراهق بالحرج.

وفي النهاية لابد من توضيح أن المراهقة تختلف من شخص لآخر وكل شخص يعيش تجربته الخاصة في تلك المرحلة ، وإن كان الشخص في مراهقته مزاجي وسريع الغضب لا يعني ذلك أنه سيبقى إلى نهاية العمر هكذا ، فالأشخاص يهدؤون بعد انتهاء المراهقة ويعودون إلى رشدهم .

زر الذهاب إلى الأعلى