فوبيا الظلام (Nyctophobia) ، الأسباب والأعراض والعلاج

فوبيا الظلام هي أحد أنواع اضطرابات القلق ، وعلى وجه الخصوص هي نوع من أنواع الرهاب ، يتمثل بخوف شديد وغير منطقي يصيب الفرد أثناء تواجده في الظلام ، وفي ما يلي سوف نقدم شرحاً لهذا الاضطراب.

فوبيا الظلام

فوبيا الظلام أو الخوف من الظلام ، ويطلق عليه باللغة العربية اسم “رهاب الظلام” ، وبالإنجليزية “Nyctophobia” نيكتوفوبيا ، هو اضطراب نفسي يعرف بأنه خوف شديد ومستمر وغير منطقي من الظلام يؤدي بالفرد إلى تجنب الأماكن المظلمة أو الهرب منها في حال تعرضه لها.

يصيب هذا الاضطراب الأفراد من كافة الفئات العمرية لكن غالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة ، مع أن الخوف من الظلام في مرحلة الطفولة يعد طبيعياً إلا أنه يصبح اضطراباً إذا أثر على أداء الأنشطة اليومية.

مدى شيوع فوبيا الظلام

تعد فوبيا الظلام اضطراباً شائعاً جداً وخاصة بين الأطفال ، وتشير الدراسات إلى أن ما يقارب 45 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 – 12 سنة مصابون بهذا الاضطراب ، وإن أغلب الأطفال يتغلبون على هذا الاضطراب في مرحلة المراهقة.

من هم المعرضون للإصابة بفوبيا الظلام

يصيب هذا الاضطراب كافة الأشخاص من جميع الفئات العمرية ، ولكن يعد الأطفال والبالغين الذين تعرضوا لمواقف مؤلمة مرتبطة بالظلام أكثر عرضة للإصابة بفوبيا الظلام. كما يعد الأشخاص المصابين أو الذين قد أصيبوا سابقاً بأحد الاضطرابات التالية هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم بهذا الاضطراب :

أسباب فوبيا الظلام

لا يوجد سبب محدد للإصابة بفوبيا الظلام ، يشير العلماء إلى عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى الإصابة ، تشمل هذه العوامل التالي :

  • حرص الوالدين الزائد على الطفل وتحذيره من الظلام أو تهديده بوضعه في غرفة مظلمة مما يسبب له خوف دائم من الظلام.
  • أن يكون أحد الوالدين أو الأقارب يعاني من الخوف من الظلام مما يجعل الطفل يتعلم هذا السلوك.
  • تعرض الفرد لصدمات أو حوادث أو تجارب مؤلمة مرتبطة بالظلام مما يسبب خوفاً دائماً لديه من الظلام.
  • أن يكون أحد الوالدين مصاباً بهذا الاضطراب مما يؤدي إلى انتقاله وراثياً إلى طفلهم.

محفزات فوبيا الظلام

يشعر جميع الأشخاص تقريباً بعدم ارتياح عند تواجدهم في الظلام ، لكن المصابين بفوبيا الظلام يكون خوفهم غير منطقي ويعيق حياتهم اليومية ، وفي ما يلي سوف نذكر بعض المواقف التي إذا تعرض لها الفرد يمكن أن يصاب بالفوبيا :

  • إطفاء الأنواع عند النوم.
  • دخول مكان مظلم مثل السينما.
  • رؤية غروب الشمس.
  • التفكير في التواجد في مكان مظلم.
  • إطفاء الأنوار.
  • مشاهدة فيلم فيه مشاهد ليلية.

أعراض فوبيا الظلام

يعاني الفرد المصاب بفوبيا الظلام من مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر عندما يتعرض للظلام ، تشمل هذه الأعراض التالي :

الأعراض النفسية

  • الشعور بالتوتر الشديد عند التواجد في أماكن مظلمة.
  • الخوف الدائم والمستمر من الظلام أو التفكير به.
  • البكاء والصراخ أثناء التواجد في الظلام.
  • تجنب ممارسة الأنشطة التي ترتبط بالظلام مثل الخروج ليلاً.
  • الشعور بالخوف عند الذهاب للنوم مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والأرق.
  • تجنب الخروج من المنزل في الليل.
  • عدم القدرة على السيطرة على الخوف.
  • محاولة الهروب من الأماكن المظلمة.

الأعراض الجسدية

  • تسارع نبضات القلب.
  • صعوبة التنفس.
  • ضيق وألم في الصدر.
  • الرجفان.
  • الشعور بالدوخة.
  • التعرق.
  • الصداع.
  • التقيؤ في بعض الأحيان.

مضاعفات فوبيا الظلام

تسبب فوبيا الظلام الكثير من المشاكل إذا تركت دون علاج ، حيث أنها تؤثر على نوم الفرد مما يؤدي إلى تعبه وتراجع مستوه التحصيلي أو الوظيفي ، كما أنها تؤدي إلى عزلة الفرد وخوفه من الخروج من المنزل ليلاً مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية وغيرها الكثير من المشكلات التي يسببها هذا الاضطراب.

تشخيص فوبيا الظلام

لتشخيص فوبيا الظلام يقوم الطبيب أولاً بإجراء بعض الفحوصات الجسدية للفرد للتأكد من سلامته الجسدية ولاستبعاد وجود أسباب جسدية تؤدي إلى ظهور الأعراض ، من ثم يقوم بطرح بعض الأسئلة التي تتعلق بالأعراض ومدى ظهورها ، ومن ثم مقارنة الأعراض التي يعاني منها الفرد مع أعراض هذا الاضطراب للتأكد من الإصابة. كما يوجد عدة معايير يجب أن يستوفيها الفرد قبل تشخيصه بهذا بالإصابة هي التالي :

  1. أن تكون مدى الأعراض التي يعاني منها أكثر من ستة أشهر.
  2. تتجنب مواقف معينة بسبب خوفه.
  3. معرفته أن خوفه مفرط ولا يتناسب مع الواقع ولا يستطيع السيطرة عليه.
  4. يسبب له الخوف قلق وتوتر شديد.

علاج فوبيا الظلام

يتم علاج فوبيا الظلام بشكل رئيسي بالعلاج النفسي وفي الحالات الشديدة يتم استخدام الأدوية جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي في حال كان الاضطراب شديداً.

العلاج النفسي

للعلاج النفسي عدة أنواع يتم استخدام الأنواع التالية في علاج فوبيا الظلام :

  • العلاج بالتعرض : يتم ذلك من خلال تعريض المصاب لمصدر خوفه بشكل تدريجي وفق خطة منظمة يضعها المعالج ، حيث يمكن أن يبدأ التعرض للموقف الذي يخاف منه الفرد أولاً من خلال تخيله ومن ثم رؤية صور له ومن ثم مواجهته في الواقع حتى يزول الخوف تدريجياً.
  • العلاج المعرفي : يعمل المعالج من خلال تطبيق هذا العلاج مع المريض على فهم أفكاره ومشاعره غير المناسبة ، ومن ثم العمل على استبدالها بأفكار أكثر صحية وملائمة.
  • العلاج السلوكي : كما هو الحال في العلاج المعرفي فإن العلاج السلوكي يركز على الكشف عن السلوكيات غير المناسبة ومن ثم العمل على تعديلها واستبدالها بسلوكيات أكثر ملائمة.
  • العلاج السلوكي المعرفي : هو خليط بين العلاج المعرفي والسلوكي ، حيث يقوم المعالج بتحديد السلوكيات والأفكار غير المناسبة والتي تسبب للفرد الخوف ومن ثم تعديلها واستبدالها بأفكار وسلوكيات مناسبة.

العلاج الدوائي

تستخدم الأدوية في حال فشل العلاجات النفسية أو تعذر تطبيقها لأي سبب كان. ومن هذه الأدوية التالي : مضادات الاكتئاب ، مضادات القلق ، المهدئات.

زر الذهاب إلى الأعلى