الشخصية السيكوباتية ، الأسباب والأعراض والعلاج

الشخصية السيكوباتية هي أحد أنواع الشخصيات المرضية التي تتميز بالعديد من الصفات السلبية والمشكلات النفسية والسلوكية ، ويوجد عدة عوامل تؤدي إلى ظهور الشخصية السيكوباتية ، مثل العوامل الوراثية والبيئية والنفسية. ويتطلب علاج الشخصية السيكوباتية تعاون عدد من المختصين في مجال العلاج النفسي ، ويستخدم العلاج الدوائي والنفسي بشكل أساسي للتعامل معها.

تعريف الشخصية السيكوباتية

تعرّف الشخصية السيكوباتية على أنها اضطراب مرضي يصيب الشخصية يتميز بعدم الاكتراث لحقوق ومشاعر الآخرين وقيام المصاب بسلوكيات منحرفة وعدم التزام بقواعد المجتمع والقوانين والمعايير الاجتماعية.

حيث يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالرضا والانتعاش النفسي عند فعل الأمور الإجرامية أو الخطيرة ، مثل الكذب والسرقة والتلاعب بالآخرين ، كما يقومون بأداء أفعال خطيرة دون تفكير في عواقبها.

أعراض الشخصية السيكوباتية

تتميز الشخصية السيكوباتية بالعديد من الأعراض والصفات السلبية والمشكلات النفسية والسلوكية ، ومن أهم هذه الأعراض التالي :

  • عدم الاهتمام بمشاعر الآخرين والانغماس في النفس والتفكير بالذات فقط.
  • عدم الالتزام بقواعد المجتمع والقوانين والمعايير الاجتماعية.
  • عدم الاهتمام بالمسؤوليات الاجتماعية والشعور بالرضا والانتعاش عند فعل الأمور الإجرامية أو الخطيرة.
  • التلاعب بالآخرين واستغلالهم والخداع والكذب.
  • التصرفات العدائية والعنيفة والقيام بتصرفات خطيرة دون التفكير في عواقبها.
  • عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والانفعالات الإيجابية مثل الحب والرحمة والتعاطف.
  • الشعور بالاستعلاء والتفوق على الآخرين.
  • الانحراف الجنسي.
  • المعاناة من الاكتئاب والقلق والإحباط واضطرابات نفسية أخرى.

يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر ، وقد تتفاوت في الشدة والتأثير على حياة الفرد.

أسباب الشخصية السيكوباتية

يوجد العديد من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الشخصية السيكوباتية ، ومن أهم هذه العوامل التالي :

  • العوامل الوراثية : تلعب العوامل الوراثية دور في ظهور الشخصية السيكوباتية ، حيث يمكن أن تنتقل بعض الصفات السلوكية والنفسية من الآباء إلى الأبناء.
  • العوامل البيئية : يمكن أن تؤدي العوامل البيئية المختلفة إلى ظهور الشخصية السيكوباتية ، من هذه العوامل تعرض الشخص للإهمال أو الإساءة أو العنف الجسدي أو الجنسي في سن مبكرة.
  • العوامل النفسية : قد تكون العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر والاضطرابات النفسية الأخرى من بين العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب.
  • العوامل الاجتماعية : مثل الفقر والتعليم والثقافة والعلاقات الاجتماعية السلبية ، والتي يمكن أن تؤثر في تكوين شخصية الفرد وظهور هذا الاضطراب عنده أو تطوره.
  • العوامل النمائية : يمكن أن تؤثر العوامل النمائية مثل السن والجنس والثقافة والتربية في ظهور هذه الشخصية.

مضاعفات الشخصية السيكوباتية

يترتب على المصاب بالشخصية السيكوباتية العديد من المضاعفات والمشكلات النفسية والاجتماعية ، ومن أهم هذه المضاعفات التالي :

  • العزلة الاجتماعية : يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالشخصية السيكوباتية من العزلة الاجتماعية وصعوبة التواصل مع الآخرين ، حيث أنهم يتجنبون العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
  • المشاكل العاطفية : يمكن أن يؤدي سلوك الشخص المصاب بهذا الاضطراب إلى مشاكل عاطفية مثل صعوبة الحفاظ على العلاقات العاطفية طويلة الأمد ، والتعرض للخيانة والانفصال المتكرر.
  • العدوانية والعنف : يمكن أن يتسبب سلوك الشخص المصاب بهذا الاضطراب مثل التصرفات العدائية والعنيفة والتعرض للمخاطر دون تفكير في عواقبها إلى ارتكاب جرائم وأعمال عدائية.
  • الاضطرابات النفسية : يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من اضطرابات نفسية متنوعة مثل القلق والاكتئاب والإحباط والتوتر الشديد.
  • الإدمان : حيث يمكن أن يلجأ الأشخاص المصابون إلى تعاطي المخدرات أو الكحول أو الأدوية المهدئة لتخفيف الأعراض المزعجة. مما يسبب لهم الإدمان
  • الاضطرابات الجنسية : حيث يمكن أن تؤدي الشخصية السيكوباتية بصاحبها إلى توجهات جنسية غير طبيعية وانحراف جنسي.

يجب الإسراع في علاج الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب بشكل سليم وفعال لتجنب أي مضاعفات محتملة.

تشخيص الشخصية السيكوباتية

يتم تشخيص الشخصية السيكوباتية من خلال التقييم الشامل للسلوك والمشاعر والتفاعلات الاجتماعية للفرد. وتتضمن عملية التشخيص العديد من الأدوات والاختبارات المختلفة ، مثل :

  • مقابلة الطبيب النفسي : يتم في هذه المقابلة مناقشة سلوك الفرد ومشاعره وتفاعلاته الاجتماعية بشكل شامل.
  • الاختبارات النفسية : تتوفر العديد من الاختبارات النفسية المختلفة التي تستخدم لتحديد مستوى الشخصية السيكوباتية ، مثل اختبار MMPI واختبار Rorschach واختبار TAT.
  • تقييم السلوك : يتم تقييم سلوك الفرد في البيئة الاجتماعية الخاصة به ، مثل العمل أو المدرسة أو العلاقات الاجتماعية.

علاج الشخصية السيكوباتية

يتطلب علاج الشخصية السيكوباتية نهجاً متعدد الأوجه يتضمن العلاج النفسي والدوائي ، والتدريب على المهارات الاجتماعية وتعلم السلوكيات الإيجابية والتفاعل مع الآخرين بشكل صحيح ومناسب. ومن أهم أساليب العلاج المستخدمة لعلاج هذا الاضطراب :

  • العلاج النفسي : يتضمن العلاج النفسي تحديد الأهداف وإيجاد طرق لتحسين السلوك والمشاعر والتفاعلات الاجتماعية للفرد المصاب ، ويمكن استخدام العديد من الأساليب النفسية مثل العلاج السلوكي ، والعلاج المعرفي ، والعلاج الديناميكي.
  • العلاج الدوائي : يمكن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المهدئة لتحسين الحالة النفسية للمصاب وللمساعدة في علاجه نفسياً.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية : يتضمن ذلك تدريب الفرد على المهارات الاجتماعية الأساسية مثل التواصل بشكل فعال مع الآخرين ، وإدارة العلاقات الاجتماعية بشكل صحيح ، والتعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة بشكل صحيح.

كيفية التعامل مع الشخص السيكوباتي

إن التعامل مع الشخص السيكوباتي أمر صعب ويحتاج إلى بعض المهارات والتقنيات ، ومن النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل مع الشخص السيكوباتي ما يلي :

  • الحفاظ على حدود واضحة : يجب الحفاظ على حدود واضحة مع الشخص والتأكد من عدم تجاوزها ، وعدم السماح له بالتحكم في العلاقة.
  • التعامل بحذر : يجب التعامل بحذر ، وتجنب التعامل معه بطريقة عدائية أو تحريضه ، والتعامل بهدوء واحترام.
  • التفكير في النصائح قبل إعطائها : يجب التفكير في النصائح المقدمة للشخص قبل إعطائها ، وتجنب إعطاء نصائح مباشرة أو انتقادات قاسية.
  • التحدث بوضوح : يجب التحدث بوضوح وصراحة ، وتوضيح المواقف والأهداف بشكل واضح.
  • البحث عن الدعم النفسي : يفضل إذا كنت تعرف أحداً يعاني من هذا الاضطراب التوجه إلى أخصائي نفسي أو طبيب للمساعدة في علاجه وتقديم طرق تواصل تتناسب مع حالة المريض.
زر الذهاب إلى الأعلى