تعريف النسيان ، أسباب النسيان والنظريات المفسرة لحدوثه

تعريف النسيان

يتم تعريف النسيان على أنه خسارة للمعلومات والبيانات التي كان العقل محتفظ بها في الذاكرة قصيرة الأمد أو طويلة الأمد أو التغيير في تلك المعلومات.

ومن الممكن أن يحدث النسيان فجأة من دون سابق إنذار ويمكن أن يحدث بصورة تدريجية ويترافق مع فقدان الذكريات القديمة.

ويكون النسيان أمر طبيعي في أغلب الأحيان ، إلا إذا أصبح مفرط وغير معتاد فأنه بهذه الحالة يمكن أن يدل على وجود مشكلة خطيرة.

عادة ما يكون النسيان عبارة عن مشكلة في استرجاع المعلومات من الذاكرة ، حيث تكون المعلومات موجودة في ذاكرة الشخص ولكن لا يمكن استردادها وتذكرها الفعلي.

النظريات المفسرة للنسيان

هناك عوامل عديدة لحدوث النسيان ، في بعض الحالات من المحتمل أن يتشتت انتباه الفرد عند تلقيه معلومات جديدة وهذا يؤدي إلى عدم الاحتفاظ بالمعلومات لفترة كافية ليتذكرها الشخص فيما بعد.

اقترحت الباحثة إليزابيث لوفتوس أربعة تفسيرات أساسية لأسباب حدوث النسيان ، مما أدى إلى نشوء نظريات النسيان الرئيسية :

1. نظرية التداخل

حسب نظرية التداخل يُفسر حدوث النسيان نتيجة لتداخل واندماج الذكريات العديدة والمختلفة مع بعضها البعض ، حيث تزداد احتمالية حدوث تداخل كلما كانت الأحداث متشابهة ومتقاربة من بعضها البعض.

للتداخل دور أيضاً في ما يُعرف ” بتأثير الموضع التسلسلي” وهو الميل إلى تذكر المعلومات الأولى والأخيرة من القائمة ، على سبيل المثال : إذا سجل الشخص عدة مشتريات في قائمة ثم فقد تلك القائمة فمن المرجح أن يتذكر المرء العناصر الأولى والأخيرة من القائمة ، مع عدم القدرة على تذكر العناصر التي وجدت في المنتصف.

يوجد للتداخل نوعان أساسيان وهما ما يلي :
  1. التداخل باثر رجعي : يحدث التداخل باثر رجعي عندما تتداخل وتتشابك العناصر المكتسبة حديثاً مع الذكريات القديمة ، وكذلك تكون المعلومات الحديثة تتعارض مع المعلومات الموجودة مسبقاً في الذاكرة.
  2. التداخل الاستباقي : يحدث نتيجة لتداخل المعلومات القديمة التي تم تعلمها سابقاً في تذكر واستدعاء المعلومات الجديدة.

ويعد التخلص من التداخل أمر صعب ويكاد يكون مستحيل ، ولكن هناك بعض الأمور التي يُنصح بها المختصون للتقليل من أثر التداخل هذه الأمور هي ما يلي :

  • تكرار المعلومات الحديثة بهدف تركيزها وحفظها في الذاكرة بشكل أكثر ثبات.
  • تغيير الروتين وتجنب دراسة المواد المتشابهة في وقت واحد.
  • كما أن للنوم دور رئيسي في تكوين الذاكرة. لذلك ينصح الباحثون بالنوم بعد تعلم أمر جديد من أجل تحويل المعلومات الجديدة إلى ذكريات قديمة.

2. نظرية اضمحلال التتبع للنسيان

تبقى العناصر والمواد الجديدة في الذاكرة قصيرة الأمد لعدة ثوانِ ، وفي حال لم يتم التدرب عليها ، يختفي ويتلاشى أثر الذاكرة الكيميائية بسرعة.

تفسر نظرية اضمحلال التتبع للنسيان بأن الأحداث والأمور التي تحدث بين تكوين الذاكرة واسترجاع الذاكرة لا تؤثر على الاسترجاع.

تبعاً لنظرية اضمحلال التتبع يؤثر طول المدة الزمنية بين الذاكرة وتذكر المعلومات في الاحتفاظ بالمعلومات أو فقدانها ونسيانها. بعبارة أخرى ، إذا كان الفاصل الزمني قصير ، يتم في هذه الحالة تذكر المزيد من المعلومات. أما إذا مضى فترة زمنية أطول ، سوف يتم فقدان المزيد من المعلومات وتصبح الذاكرة أضعف .

إحدى مشكلات نظرية اضمحلال التتبع للنسيان أنه من الصعب إثبات أن الوقت هو المؤثر الوحيد المسؤول عن انخفاض القدرة على استرجاع المعلومات.

على سبيل المثال : الطالب الذي يتعلم أمر جديد في الحصة الدراسية ، تمر عليه العديد من الخبرات الفريدة والغير متشابهة في الفترة بين تعلم تلك الأمور واسترجاعها في الاختبار.

المشكلة الثانية في تلك النظرية هي أنها لا تبحث في السبب وراء تلاشي وفقدان بعض الذكريات بسرعة في حين تبقى ذكريات أخرى.

3. نظرية فشل الاسترجاع

في أغلب أحيان النسيان تكون المعلومات موجودة ، ولكن لا يستطيع المرء استرجاعها ، أحدى الأسباب الرئيسية الناجم عنها الفشل هي فشل التفسير ونقص إشارات الاسترجاع. والسبب الشائع الأخر هو أن المعلومات لم تصل إلى الذاكرة طويلة الأمد في المقام الأول.

على سبيل المثال : لا يستطيع الشخص تذكر التفاصيل من الشكل العام للعملة النقدية ، بينما يستطيع تذكر الحجم الكلي لها واللون والشكل العام ، وذلك لأنه لا يحتاج إلى معرفة تفاصيل الشكل للعملة النقدية لمقارنتها وتمييزها عن العملات الأخرى ، ولأن هذه المعلومات لم يتم تشفيرها في الذاكرة في المقام الأول.

أسباب أخرى للنسيان

يوجد بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث النسيان. هذه العوامل هي ما يلي :

1. قلة النوم والراحة

يؤدي التعلم المستمر دون راحة ونوم إلى زيادة احتمالية النسيان وذلك بسبب الدمج غير الفعال. حيث ينصح العديد من الخبراء بالنوم بعد عملية التعلم لأنه يركز المعلومات في الذاكرة كما أن النسيان يكون أبطأ أثناء النوم.

2. الأدوية

غالباً ما تؤثر المهدئات وبعض أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب والأدوية الأخرى على الذاكرة. وذلك عن طريق التخدير الناجم عنها أو الارتباك ، مما يجعل الانتباه والتركيز على الأشياء الجديدة أمر أكثر صعوبة.

3. التوتر والقلق

التوتر والقلق يخفضان القدرة على التركيز الجيد مع حبس المعلومات والمهارات الجديدة مما يؤدي إلى ضعف الانتباه ومنع تكوين ذكريات جديدة أو استرجاع الذكريات القديمة.

4. زيادة العاطفة

للعاطفة دور مهم في التعلم والنسيان ، حيث أن الثيران المفاجئ للعواطف يمنع استرجاع المعلومات. في أثناء الحالة العاطفية العالية ، ينخفض مستوى السكر في الدم ، من أجل الحفاظ على التوازن ، كما تنتج الغدد الداخلية هرمونات تزعج الذاكرة ، مما يؤدي إلى الشعور بالعجز الذهني الذي يسبب صعوبة في التفكير والتذكر.

زر الذهاب إلى الأعلى