الموهبة ، و نصائح لتنمية المواهب

يعد الاهتمام بدراسة الموهبة أو المواهب قديماً جداً ، حيث ظهرت بداياته عند أفلاطون حيث دعا إلى اصطفاء الموهوبين والعناية بهم ، وتقديم البرامج التربوية الملائمة لمواهبهم. وفي ما يلي سوف نتناول هذا الموضوع بالشرح ونقوم بتقديم بعض النصائح التي تساعد في تنمية المواهب عند الأطفال.

تعريف الموهبة

تشتق كلمة الموهبة في اللغة العربية من الفعل وهب ، وتعرف بأنها العطية أي الشيء المعطى للإنسان والدائم بلا عوض . ففي معجم لسان العرب تشتق من وهب – يهب ووهوب أي يعطيه شيئاً . أما في معجم نجد : وهب أي أعطاه الشيء بلا عوض.

أما تعريف الموهبة اصطلاحاً فهناك الكثير من التعريفات التي قدمت للموهبة ، وذلك لتعدد العلوم والدارسين الذين تناولوها. فيعرف مير لاند الموهوبين بأنهم الأطفال أو الأشخاص الذين يملكون قدرات وإمكانيات غير عادية تظهر من خلال أدائهم العالي والمتميز ، والذي يتم تحديده من خلال خبراء متخصصين مؤهلين ومتمرسين وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادية وبحاجة إلى برامج متخصصة ليتمكنوا من خدمة أنفسهم ومجتمعهم.

ويعرف الدكتور رنزولي الموهبة بأنها تتكون من التفاعل بين ثلاث مكونات أساسية هي : القدرات العقلية ، والدافعية أو الالتزام بالمهمة ، والإبداع . ويعني هذا التعريف أن الموهوب هو الفرد الذي يمتلك هذه المكونات الثلاث ، ويستطيع تطويرها واستخدامها في مجالات الحياة الإنسانية المختلفة.

هل الموهبة وراثية ؟

يطرح الكثير من الأفراد هذا السؤال ، هل الموهبة وراثية أي تنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء أم مكتسبة أي يكتسبها الفرد من خلال تفاعله مع البيئة . الجواب : تلعب العوامل الوراثية دوراً هاماً في تشكل الموهبة ، ولكن هذا لا يعني أن الوراثة هي فقط المسؤولة عن الموهبة.

فالموهبة في نتاج لتفاعل العوامل الوراثية مع العوامل البيئية ، وإلى الآن لم يتمكن العلماء من جزم أي هذه العوامل هي الأهم في تشكل الموهبة ، فهناك ثلاث وجهات نظر للعلماء ، الأولى ترى أن العوامل الوراثية تلعب الدور الأكبر في تشكل المواهب ، أما الثانية فترى أن تشكل المواهب يكون للبيئة دور أكبر به ، ووجهة النظر الثالثة ترى أن للوراثة والبيئة الدور نفسة في تشكل المواهب.

وخلاصة القول أن الكثير من العلماء تبنوا وجهة النظر الثالثة التي تقول أن الوراثة والبيئة لها الدور نفسه في تشكل المواهب ، حيث يرون أن الوراثة يقتصر عملها على تحديد الصيغ العامة ، وتأتي البيئة في ما بعد ودورها يكون تهيئة الظروف والشروط المناسبة في تشكيل الأجزاء وإبراز التفاصيل.

صفات الأشخاص الموهوبين

يتميز أصحاب المواهب بمجموعة من الصفات أو الخصائص عن غيرهم من الأشخاص العاديين ، وهذا التميز يظهر من عدة جوانب هي الجسمية ، والعقلية ، والنفسية. وهذه الصفات هي التالي :

الصفات الجسمية

يتميز أصحاب المواهب عن غيرهم من الناحية الجسمية بالتالي :

  • تظهر الأسنان لديهم في سن مبكرة.
  • يبدئون بالمشي بسن مبكرة.
  • لديهم قدرة على الكلام والنطق عالية ، وتظهر بسن مبكر أكثر من غيرهم.
  • يتمتعون بلياقة وقوة بدنية عالية.
  • يصلون لمرحلة البلوغ بعمر أصغر من غيرهم.
  • يتميزون بنشاط وحيوية عالية في جميع مراحل حياتهم.
  • ينامون فترة أطول من غيرهم.

الصفات العقلية

يتميز أصحاب المواهب بصفات عقلية تميزهم عن غيرهم من الأشخاص الآخرين ، وهذه الصفات هي التالي :

  • يكون النمو العقلي عند أصحاب المواهب سريعاً ، ويتجاوز العمر الزمني ، أي أن نسبة الذكاء عند الموهوب تكون عالية ولا تناسب عمره الزمني الطبيعي.
  • يتمتعون بقدرة عالية على فهم واكتساب اللغة أكثر من غيرهم وبسن مبكرة.
  • لديهم خيال خصب واسع وقدرة تذكر قوية.
  • يتمتعون بقدرة على التحليل المنطقي السريع.
  • قدرة على فهم وتفسير الإشارات غير اللفظية أي لغة الجسد.
  • قدرة عالية على قهم وإدراك العلاقات بين الأشياء من حولهم.
  • قدرتهم على التعامل مع الأرقام ، وإجراء عمليات حسابية في سن مبكر.
  • يتميزون بالتفكير الإبداعي.

الصفات النفسية

يتميز أصحاب المواهب بعدد من الصفات النفسية ، وهي التالي :

  • الثقة بالنفس.
  • شعور عالي بالمسؤولية.
  • يتمتعون بروح القيادة.
  • دافعية عالية تظهر من خلال مثابرتهم ورغبتهم في العمل لتحقيق الإنجاز.
  • الاستقرار النفسي.
  • متكيفين اجتماعياً.
  • حساسية زائدة لما يدور حولهم على المستوى الأسري أو المدرسي أو الاجتماعي.

من هو الطفل الموهوب ؟

يطرح الكثير من الناس وخاصة الآباء هذا السؤال ، وذلك لمعرفة ما إذا كان طفلهم موهوباً أم لا ، ولمعرفة ما إذا كان بحاجة إلى عناية خاصة لتنمية موهبته. وفي الإجابة عن هذا السؤال فقد تعددت المعايير التي وضعت لتمييز الطفل الموهوب عن غيره ، وفي ما يلي سوف نذكر أهم هذه المعايير وأكثرها اتفاقاً بين الباحثين والعلماء :

  • يظهر لديه تفوق عالي في نسبة الذكاء ، حيث تكون نسبة ذكائه على الأقل فوق المتوسط ، ويتم قياس نسبة الذكاء بواسطة اختبارات خاصة وتحت إشراف أشخاص مدربين على استعمالها.
  • متفوق في استعداداته الإبداعية.
  • أن يكون ممتلك لموهبة أو خاصية مميزة في أحد مجالات الفنون أو الآداب أو العلوم أو الرياضة.
  • يتميز بحس جمالي عالي.
  • متوافق اجتماعياً وشخصياً.
  • لديه درجة عالية من الدافعية لإنجاز المهام.

نصائح لتنمية المواهب

سوف نقدم مجموعة من النصائح التي تساعد الآباء في تنمية مواهب أطفالهم ، وتطويرها ، تشمل هذه النصائح التالي :

1. الاستماع للنفس : أي يجب تعليم الطفل الاستماع لنفسه ولما يحب وتشجيعه على معرفة تفاصيله وذوقه بالأشياء المحيطة به ليتمكن من إعطاء وقت للأشياء التي يحبها مما يساعده في تحسينها وتعزيزها.

2. القدوة الحسنة : إن الأطفال يراقبون آبائهم ويتخذون منهم قدوة لهم ، ويحللون تصرفاتهم ، لذا يجب على الآباء أن يقوموا بتعزيز موهبة طفلهم من خلال القيام بأعمال أمام أطفالهم تخص الجانب الذي يبدع فيه طفلهم ، وذلك من أجل جعل الطفل يقوم بنفس الأفعال ، وهذا بدوره يعزز موهبته ويطورها.

3. الألعاب : يجب تخصيص بعض الوقت للعب مع الطفل الألعاب التي تدعم موهبته ، وأيضاً شراء ألعاب للطفل تدعم موهبته وتساعده في تطويرها.

4. تقدير أفكار الطفل : يتجاهل الكثير من الآباء أفكار أطفالهم ويعتبرونها غير منطقية ، وهذا يمكن أن يؤثر على نفسية الطفل ويهبط من عزيمته وقدرته على التعبير عن إبداعاته والحد منها ، لذا يجب على الآباء الاستماع لأفكار أبنائهم وأخذها بعين الاعتبار ، وإشعار الطفل بأهمية أفكاره ، وهذا بدوره يزيد من شعورهم بالأمان ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.

5. توفير أدوات تدعم موهبتهم : حيث يجب على الأهل توفير الأدوات والأنشطة التي تعزز موهبة أطفالهم ، فمثلاً إذا كان الطفل يظهر اهتماماً عالياً بالرسم ويحب الرسم فيجب على الوالدين أن يوفروا له مجموعة من الألوان والدفاتر والأقمشة الخاصة بالرسم وكل الأدوات التي تدعم هذه الموهبة.

زر الذهاب إلى الأعلى