اضطراب الهلع

اضطراب الهلع هو حالة نفسية مرضية ، يتميز بنوبات هلع مفاجئة تصاحبها أعراض جسدية مختلفة مثل الصداع والتعرق وضيق التنفس والدوخة وغيرها.

يعتبر اضطراب الهلع من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً ، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب به وعلى من حوله. وأسباب هذا الاضطراب غير معروفة بشكل دقيق ولكن تلعب العوامل الوراثة والتعرض للضغوط النفسية والتوتر الشديد والصدمات النفسية دوراً في الإصابة به.

تعتبر العلاجات النفسية والدوائية من الخيارات الأكثر فعالية في علاج هذا الاضطراب ، وتتضمن هذه العلاجات عادةً العلاج السلوكي المعرفي والأدوية المضادة للاكتئاب والقلق.

اضطراب الهلع

يمكن تعريف اضطراب الهلع على أنه حالة نفسية مرضية تتميز بنوبات مفاجئة ومتكررة من الخوف أو القلق الشديد ، تتمثل بإحساس الشخص كأنه يفقد السيطرة على نفسه أو أنه يتعرض لنوبة قلبية وتصاحبها أعراض جسدية مختلفة مثل الصداع والتعرق والدوخة وضيق التنفس والخفقان والغثيان والتقيؤ والارتعاشات واضطرابات في المعدة والأمعاء وغيرها.

وتختلف شدة النوبات من شخص لآخر ، وقد تستمر لعدة دقائق أو ساعات ، وتحدث في أي وقت ومكان دون سابق إنذار ، مما يسبب للشخص الذي يعاني منها شعوراً بالخوف والقلق الشديدين ، وتؤثر هذه النوبات على الحياة اليومية للشخص وتقلل من جودة حياته وتحد من قدرته على القيام بالأنشطة اليومية وتؤثر على علاقاته الاجتماعية والعملية.

الفرق بين اضطراب الهلع ونوبات الهلع

اضطراب الهلع هو حالة مرضية مزمنة تتميز بحدوث نوبات متكررة من الهلع أو الخوف الشديد ، وهذه النوبات تحدث بصورة مفاجئة وغير متوقعة ، وتصاحبها أعراض جسدية ونفسية شديدة. ويعد اضطراب الهلع حالة مرضية خطيرة تحتاج إلى علاج ورعاية طبية متخصصة.

أما نوبات الهلع فهي حالات مؤقتة ومفاجئة يشعر فيها الشخص بالخوف الشديد والقلق ، وتترافق هذه النوبات مع أعراض جسدية ونفسية شديدة ، ولكنها تكون مؤقتة وتزول بعد فترة قصيرة ، ولا تستمر لفترة طويلة كما هو الحال في اضطراب الهلع. حيث يصاب الكثير من الأشخاص بنوبة الهلع مرة أو مرتين طوال حياتهم ، ولكن إذا تكررت نوبات الهلع وسببت للشخص خوف كبير من أن يصاب بها مرة أخرى فيمكن أن يكون الشخص مصاباً باضطراب الهلع.

ومن الصعب تحديد متى تتحول نوبات الهلع إلى اضطراب الهلع ، ويتم تشخيص اضطراب الهلع عندما يحدث الهلع بشكل متكرر وغير مبرر ، ويؤثر على حياة الشخص وعلاقاته الاجتماعية والعملية.

أعراض اضطراب الهلع

يعاني المصاب باضطراب الهلع من مجموعة أعراض نفسية وجسدية ، تتمثل بالتالي :

1- الأعراض النفسية

تشمل الأعراض النفسية لاضطراب الهلع ، التالي :

  • الخوف المفرط والشديد من أمور التي لا تستدعي هذا الخوف.
  • الشعور بالقلق والتوتر الشديد والمستمر.
  • الانطواء والانعزال عن الأصدقاء والعائلة والمجتمع.
  • الشعور بالتشوش والتشتت الذهني وصعوبة التركيز.
  • الشعور باليأس والعجز والإحباط.
  • الشعور بالعدمية والاستسلام للأحداث وعدم الرغبة في القيام بأي نشاط.
  • الشعور بخوف شديد ومستمر من حدوث نوبة هلع جديدة.
  • الشعور بالتشاؤم والتفكير السلبي والتوقع الدائم لحدوث الأمور السيئة.
  • الشعور بالخجل والرهاب والخوف المستمر من التعرض لمواقف محرجة والانتقاد من قبل الآخرين.
  • الشعور بالغضب والتوتر ، والذي قد يؤدي إلى القيام بتصرفات عدوانية.

تؤثر هذه على حياة المصاب بالاضطراب ، حيث يشعر بالعجز والضعف والحزن والتقييد في حريته وعدم القدرة على التحكم في حياته. وقد يؤدي ذلك إلى الانسحاب من الحياة الاجتماعية والعملية وتدهور العلاقات الشخصية والاجتماعية.

2- الأعراض الجسدية

تعتبر الأعراض الجسدية د جزءاً أساسياً من هذا اضطراب الهلع ، وتتمثل بالتالي :

  • زيادة معدل ضربات القلب والخفقان والشعور بالاضطراب القلبي.
  • الشعور بالدوار والدوخة وعدم الاتزان.
  • ألم في الرأس والعنق والصدر والبطن.
  • ضيق التنفس.
  • التعرق الزائد والرطوبة الزائدة.
  • الغثيان والتقيؤ والإسهال.
  • الشعور بالتنميل والوخز في الأطراف.
  • الرعشة والارتجاف والتعرض لارتعاشات الجسم.
  • الشعور بالألم المستمر في العضلات والمفاصل.
  • الشعور بالتعب والإرهاق وعدم الراحة.

تظهر هذه الأعراض بصورة مفاجئة وتسبب شعوراً بالخوف وعدم الاستقرار ، وتستمر لفترة قصيرة ثم تختفي تدريجياً. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض غير مؤذية بشكل مباشر إلا أنها تسبب شعوراً بالقلق والتوتر والتشتت الذهني ، وتؤثر على الحياة اليومية للشخص المصاب.

أسباب اضطراب الهلع

إن الأسباب غير معروفة بشكل دقيق ، لكن أشارت الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دوراً هاماً في حدوث هذا الاضطراب.

1- العوامل الوراثية

تعد العوامل الوراثية من العوامل المحتملة التي تساهم في حدوث اضطراب الهلع. وتشير الأبحاث العلمية إلى أن وجود اضطراب الهلع لدى أحد أفراد العائلة يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث الاضطراب لدى الأفراد الآخرين في العائلة بشكل أكبر من الأفراد الآخرين الذين لا يوجد لديهم تاريخ عائلي بالاضطراب.

وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك بعض الجينات التي ترتبط بحدوث اضطراب الهلع ، ومن بين هذه الجينات الجينات المسؤولة عن تنظيم مستقبلات السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين في الدماغ ، وهي المواد الكيميائية التي تلعب دوراً هاماً في تحفيز النظام العصبي المركزي وتنظيم المزاج والقلق.

2- العوامل البيئية

تساهم العوامل البيئية في حدوث اضطراب الهلع. وتشير الأبحاث إلى أن بعض الظروف البيئية ، مثل التعرض للضوضاء المفرطة والتلوث البيئي والضغوط الاجتماعية ، يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطراب الهلع.

مثلاً ، التعرض للضوضاء المفرطة والصوت العالي بشكل مستمر يمكن أن يؤدي إلى حدوث القلق والتوتر ، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث الهلع عند الأشخاص المعرضين لذلك بشكل مستمر. كما يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للتلوث البيئي ، مثل التعرض للمواد الكيميائية السامة والملوثات الجوية ، إلى حدوث الهلع والقلق. وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن بعض الظروف الاجتماعية ، مثل التعرض للتمييز والتهديد والعنف ، يمكن أن يؤدي إلى حدوث الهلع.

3- الصدمات النفسية

تشير الأبحاث إلى أن التعرض لصدمات نفسية ، مثل التعرض لحادث مروع أو وفاة شخص عزيز بشكل مفاجئ ، يمكن أن يؤدي إلى حدوث اضطراب الهلع. ويمكن أن يتم ذلك عن طريق زيادة مستويات القلق والتوتر في الجهاز العصبي ، وتفاقم الأعراض المرتبطة بالاضطراب مثل الخوف المفرط والشعور بالضيق وعدم القدرة على التحكم في الأفكار والمشاعر.

ويمكن أن تؤدي الصدمات النفسية إلى حدوث اضطراب الهلع أيضاً عن طريق تغيير الطريقة التي يتفاعل بها الجهاز العصبي مع المواقف المحتملة التي تسبب التهديد. وبعد التعرض لصدمة نفسية ، يمكن أن يصبح الجهاز العصبي أكثر حساسية للمواقف المحتملة للتهديد ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث الهلع في المستقبل.

عوامل الخطر

هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية إصابة بعض الأشخاص باضطراب الهلع أكثر من غيرهم ، تشمل هذه العوامل التالي :

  • الجنس : تشير الدراسات إلى أن النساء يشكلن أعلى نسبة من حالات اضطراب الهلع مقارنة بالرجال.
  • العمر : يمكن أن يزيد التقدم في العمر من خطر الإصابة باضطراب الهلع.
  • الإجهاد النفسي والجسدي : يزيد التعرض للإجهاد النفسي والجسدي المزمن من خطر الإصابة باضطراب الهلع.
  • الأدوية والمنتجات الكيميائية : يمكن أن تزيد بعض الأدوية والمنتجات الكيميائية ، مثل الكافيين والمنبهات والكحول ، من خطر الإصابة باضطراب الهلع.
  • الاضطرابات النفسية الأخرى : يمكن أن ترتبط بعض الاضطرابات النفسية مثل الاضطرابات الوسواسية القهرية واضطراب النوم والاكتئاب ، بحدوث اضطراب الهلع. حيث يمكن أن يصاب الفرد بنوبات هلع إذا كان يعاني من أحد الاضطرابات المذكورة.
  • التعرض للتهديد الجسدي : قد يزيد التعرض للتهديد الجسدي ، مثل الاعتداء الجسدي أو الاعتداء الجنسي ، من خطر الإصابة باضطراب الهلع.

يجب الإشارة إلى أن العوامل المذكورة أعلاه ليست شرطاً لحدوث اضطراب الهلع ، ولكنها قد تزيد من احتمالية الإصابة به.

مضاعفات اضطراب الهلع

إذا ترك اضطراب الهلع دون علاج يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات ، تشمل :

  • القلق المستمر : حيث يمكن أن يصبح الأشخاص المصابون باضطراب الهلع يعانون من القلق المستمر والشديد ، حتى في الأوقات التي لا توجد فيها مخاطر حقيقية أو نوبات هلع.
  • الاكتئاب : حيث يمكن أن يصبح الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يعانوا من الاكتئاب ، خاصة إذا كانت حالات الهلع مستمرة أو متكررة.
  • العزلة الاجتماعية : يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية ، حيث يتجنب الأشخاص الذين يعانون منه الأماكن العامة والمناسبات الاجتماعية.
  • اضطرابات النوم : مثل الأرق والأحلام المزعجة والكوابيس.
  • الإدمان على المخدرات والكحول : حيث يمكن أن يلجأ المصابون إلى تعاطي المخدرات والكحول لتخفيف الأعراض النفسية المزعجة التي يسببها لهم الاضطراب ، مما يزيد من خطر الإدمان على هذه المواد.
  • المشاكل الجسدية : مثل الشعور بالتوتر الزائد والتعب الشديد والتعرق الزائد ، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جسدية مثل الصداع والألم العضلي.
  • الانتحار : في بعض الحالات الشديدة ، يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى الشعور باليأس والاكتئاب الشديد ، مما يمكن أن يؤدي إلى محاولات الانتحار.

الوقاية من اضطراب الهلع

لا يجود أساليب وقاية موثوقة أو معترف بها عالمياً ، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في الوقاية من اضطراب الهلع ، تشمل :

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام : حيث يمكن للتمارين الرياضية أن تساعد في التخفيف من التوتر والقلق ، ومن المهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحصول على فوائدها العلاجية.
  • تناول الأغذية الصحية : حيث يمكن لتناول الأغذية الصحية والتغذية المتوازنة أن يساعد على تحسين الصحة العامة والحالة النفسية.
  • الحد من تناول المنبهات : يمكن للمنبهات مثل الكافيين والنيكوتين أن تؤدي إلى زيادة مستوى القلق والتوتر ، ومن المهم الحد من تناولها للوقاية هذا الاضطراب.
  • النوم الكافي : يساعد لنوم الكافي والجيد على تقليل القلق والتوتر ، ومن المهم الحرص على الحصول على النوم الكافي والجيد يومياً من 7-8 ساعات ليلياً.
  • تعلم تقنيات التأمل والاسترخاء : يمكن لتعلم تقنيات التأمل والاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا أن تساعد على تقليل التوتر والقلق.
  • الدعم النفسي : يساعد الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة والمختصين النفسيين في تخفيف الضغوط النفسية والتوتر والوقاية من الإصابة بالكثير من الاضطرابات النفسية.

تشخيص اضطراب الهلع

إن تشخيص اضطراب الهلع يتطلب تقييماً شاملاً للأعراض التي يعاني منها الشخص وتاريخه الطبي. ويتم التشخيص من خلال النظر في الأعراض الجسدية والنفسية ومقارنتها مع أعراض هذا الاضطراب والتاريخ العائلي وأية عوامل تسبب الإجهاد أو القلق. ومن بين الأدوات التي يستخدمها الأخصائيون النفسيون لتشخيص اضطراب الهلع :

  • المقابلة السريرية : يتم فيها التحدث مع الشخص عن الأعراض التي يعاني منها وذلك لتقييمها ، وبالاعتماد على الأعراض يمكن للمختص تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من هذا الاضطراب أم لا.
  • الأدوات القياس : تستخدم أدوات القياس مثل مقياس اضطراب الهلع والاضطرابات العامة لتحديد مدى وجود الاضطراب وشدته
  • فحص الأعراض الطبية : يمكن أن يجري الطبيب بعض الفحوص الطبية للتأكد من عدم وجود أي أسباب طبية تسبب الأعراض المشابهة لهذا الاضطراب.
  • تقييم العوامل النفسية : يشمل ذلك تقييم مستوى الإجهاد والقلق والمشاكل النفسية الأخرى التي قد تؤثر على الصحة النفسية.

علاج اضطراب الهلع

يمكن علاج اضطراب الهلع باستخدام عدة طرق علاجية ، تشمل :

1- العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي هو أحد العلاجات الرئيسية لعلاج اضطراب الهلع ، ويعد العلاج المعرفي السلوكي هو طريقة العلاج النفسي الأكثر شيوعاً وفعالية لعلاج هذا الاضطراب. ويهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى تغيير الأفكار السلبية والسلوكيات غير الصحية التي تساهم في الإحساس بالهلع. يتضمن المراحل التالية:

  • التقييم : يتم تقييم الأعراض والتاريخ الطبي للشخص لتحديد مدى وجود الاضطراب لديه ومدى تأثيره على حياته.
  • تحديد الأفكار السلبية : يتم تحديد الأفكار السلبية التي تزيد من مستوى القلق والهلع لدى الشخص.
  • تعليم التقنيات السلوكية : يتم تعليم الشخص مجموعة من التقنيات السلوكية التي تساعده على التحكم في الأعراض المرتبطة بالهلع ، مثل التنفس العميق والاسترخاء العضلي.
  • تغيير الأفكار السلبية : يتم تغيير الأفكار السلبية التي تزيد من مستوى القلق والهلع لدى الشخص إلى أفكار صحية وإيجابية.
  • التعرض التدريجي : يتم تعريض الشخص لمواقف تسبب له الهلع بشكل تدريجي ومنظم ، مما يساعده على تقليل مستوى القلق والتعلم من تجاربه.
  • المتابعة والدعم : يتم تقديم الدعم والمتابعة المستمرة للشخص في مراحل العلاج وبعد الانتهاء منه حتى يصل إلى مرحلة الشفاء التام.

يتطلب العلاج النفسي لاضطراب الهلع عدة جلسات ، وتختلف مدة العلاج من شخص لآخر وفقاً للحالة الفردية. ويعد هذا العلاج فعالاً ويمكن أن يساعد الشخص على التحكم في الأعراض وتحسين جودة حياته.

2- العلاج الدوائي

يتم وصف مجموعة من الأدوية للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب ، تساعدهم في التخفيف من الأعراض المرتبطة بالهلع. وتشمل هذه الأدوية:

  • مضادات الاكتئاب الانتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRI) : تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ ، مما يساعد على تحسين المزاج وتقليل القلق والهلع. ومن بين الأدوية الشائعة المستخدمة في هذه الفئة : فلوكستين (Prozac) ، سيتالوبرام (Citalopram) ، سيرترالين (Zoloft) ، باروكسيتين (Paxil) وإيسيتالوبرام (Lexapro).
  • مضادات الاكتئاب (SNRI) : تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين والنورأدرينالين في الدماغ ، تستخدم أحياناً عندما لا يظهر تحسن من استخدام مضادات الاكتئاب الانتقائية لاسترداد السيروتونين. ومن بين هذه الأدوية : دولوكسيتين (Cymbalta) ، فينلافاكسين (Effexor XR).
  • مهدئات الأعصاب (Benzodiazepines) : تساعد هذه الأدوية على تخفيف الأعراض الجسدية لاضطراب الهلع بسرعة ، ولكن يجب استخدامها بحذر لأنها يمكن أن تسبب الإدمان ، ولذلك يتم التوصية باستخدامها لفترة قصيرة. ومن بين هذه الأدوية : الألبرازولام (Xanax) ، الكلونازيبام (Klonopin) ، الديازيبام (Valium) ، اللورازيبام (Ativan).

يجب أن يتم وصف الدواء من قبل الطبيب حصراً ، وتحديد الجرعة والفترة الزمنية المناسبة للاستخدام ، ويجب توخي الحذر عند استخدام الأدوية واتباع التعليمات الصحيحة لتجنب أي آثار جانبية.

3- العلاج بالأعشاب الطبية

لا يوجد دليل علمي كافٍ لتأكيد فعالية الأعشاب الطبيعية في علاج اضطراب الهلع. ولذلك، لا ينصح بالاعتماد على الأعشاب الطبيعية وحدها لعلاج هذا الاضطراب. وهناك بعض الأعشاب التي يعتقد بأنها قد تساعد في تخفيف القلق والتوتر. تشمل :

  • الكاموميل : تستخدم لتخفيف القلق والتوتر ، ويمكن استخدامها من خلال غليها بالماء وشربها أو كبسولات من الصيدلية.
  • اللافندر : يعتقد بأن زيت اللافندر يمكن أن يساعد في تخفيف القلق والتوتر ، ويمكن استخدامه عن طريق شمه أو من خلال غلي عشبته وشربها.
  • الجينسنغ : يعد الجينسنغ من الأعشاب الطبيعية التي تستخدم عادةً لتحسين الطاقة والقدرة على التحمل ، ويمكن أن يساعد في تخفيف القلق والتوتر.
  • البابونج : يستخدم البابونج عادةً لتخفيف القلق والاضطرابات الهضمية ، ويمكن استخدامه من خلال غليه وشربه أو كبسولات.
  • الريحان : يساعد في تخفيف القلق والتوتر ، ويمكن استخدامه من خلال غليه بالماء وشربه أو كبسولات.
  • الزعتر : يمكن أن يساعد في تخفيف القلق وتحسين المزاج ، ويمكن استخدامه مغلياً بالماء أو كبسولات.

يجب الحذر عند استخدام الأعشاب الطبيعية والتأكد من عدم وجود أي تفاعلات مع الأدوية الأخرى التي يتم تناولها ، والتأكد من شراء المنتجات من مصدر موثوق به. كما ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأعشاب.

4- العلاج الذاتي

يمكن للعلاج الذاتي أن يساعد في إدارة أعراض اضطراب الهلع ، ولكنه لا يمكن أن يحل المشكلة بشكل كامل. تتضمن الخطوات التي يمكن اتباعها في ذاتياً ما يلي :

  • تحديد الأشياء التي تثير القلق والتوتر : يمكنك البدء بتحديد الأشياء التي تثير الهلع والقلق لديك وكتابتها على دفتر. ومن ثم تحليلها لمعرفة سبب القلق ووضع خطة للتعامل معه.
  • تعلم التقنيات الاسترخاء : مثل التنفس العميق والتأمل وغيرها للمساعدة في تخفيف التوتر والقلق لديك.
  • التعرف على الأنماط السلوكية السلبية : يمكنك مراجعة الأنماط السلوكية السلبية المرتبطة بالهلع وكتابتها على دفتر والعمل على تغييرها.
  • ممارسة الأنشطة البدنية : حيث يمكن لممارسة الأنشطة البدنية أن تساعدك على تخفيف التوتر مثل المشي أو الرياضة.
  • الحفاظ على نمط حياة صحي : مثل تناول الأطعمة الصحية والحصول على قسط كافي من النوم.
  • تجنب المنبهات المحتملة للهلع : مثل تجنب المواقف الاجتماعية المحرجة أو تجنب المواد المحتوية على الكافيين.
  • الحصول على الدعم الاجتماعي : إن الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والمجتمع يمكن أن يساعد في التخفيف من الضغوط النفسية والتوتر.
  • تجنب الكحول والمخدرات : يجب تجنب الكحول والمخدرات لأنها يمكن أن تزيد من الأعراض المرتبطة بالهلع ، وتزيد من المشاعر السلبية.

أسئلة شائعة حول اضطراب الهلع

1- كيف أتعامل مع مريض مصاب باضطراب الهلع؟

إذا كنت تتعامل مع شخص مصاب باضطراب الهلع ، فإليك بعض النصائح حول كيفية التعامل معه :

  1. الاهتمام والتفهم : يجب عليك أن تظهر اهتماماً وتفهماً للشخص المصاب. وسؤاله عن حالته ومساعدته في العثور على العلاج والدعم اللازمين.
  2. تقديم الدعم العاطفي : إن الدعم العاطفي مهم للشخص المصاب ، لذا يجب عليك التحدث معه وتقديم الدعم له والاستماع إلى مشاكله.
  3. تجنب إيجاد مواقف محرجة : يجب تجنب وضع المصاب في مواقف محرجة أو تزيد من توتره.
  4. تذكر أن الهلع حقيقي : يجب أن تتذكر أن الهلع حقيقي وأن المصاب يعاني من أعراض حقيقية. ويجب الانتباه من عدم التقليل من مشاعر المصاب.
  5. تشجيعه على الحصول على العلاج : يجب عليك تشجيع المصاب على الحصول على العلاج ، وتذكيره بأنه ليس وحده يعاني من هذه المشكلة وأن هناك أشخاص يمرون بمشاكل مماثلة.
  6. تجنب الحكم والتقييم : يجب تجنب إدلاء الأحكام والتقييمات على المصاب ، والتركيز على تقديم الدعم والتشجيع.
  7. تجنيب الشخص للإجهاد : يجب عليك أن تحاول التخفيف من المتطلبات أو المهام الملقاة على الشخص المصاب وعدم تعريضه لضغوط نفسية. ضع في الاعتبار أن الإجهاد يمكن أن يزيد من أعراض الهلع.
  8. تشجيعه على الانخراط في الأنشطة الإيجابية : يجب تشجيع المصاب على الانخراط في الأنشطة الإيجابية والترفيهية التي تساعد في تخفيف التوتر والقلق.
  9. تذكيره بأنه يمكن التحكم في الهلع : يجب تذكير المصاب بأنه يمكنه التحكم في الهلع وأن العلاج يمكن أن يساعده في ذلك.
  10. استشارة مختص في الصحة النفسية : يمكنك الحصول على المزيد من المعلومات حول كيفية التعامل مع مرضى الهلع من متخصصي الصحة النفسية ، ويمكنهم توفير الدعم والمشورة المناسبة.

2- ما هي المواقف التي تحفز ظهور اضطراب الهلع؟

كما ذكرنا سابقاً فإن هذا الاضطراب يتمثل بنوبات هلع مفاجئة ، تحدث دون سابق إنذار ، ولكن بشكل عام يوجد بعض المواقف التي يمكن أن تؤدي أو تزيد من احتمالية حدوث نوبة هلع ، تشمل :

  • المواقف المشابهة لتلك التي حدثت أثناء نوبة سابقة من الهلع ، حيث يمكن أن يفكر الشخص المصاب بالهلع بشكل منفرد في هذه المواقف ويشعر بالقلق والخوف من تكرارها.
  • المواقف الاجتماعية المحرجة ، مثل الخوف من الحديث أمام جمهور كبير أو الخوف من القيام بأمور يمكن أن تعرض الشخص للانتقاد.
  • المواقف التي يشعر فيها الشخص بعدم السيطرة ، مثل الركوب في المصعد أو السفر في الطائرة أو القيادة الأماكن المزدحمة.
  • المواقف التي يشعر فيها الشخص بالخطر ، مثل الخوف من السرقة أو التعرض للهجوم أو الكوارث الطبيعية.
  • التعرض للمواد المنبهة ، مثل الكافيين أو المنبهات الأخرى ، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستوى القلق والتوتر.
  • الأماكن المزدحمة أو الأماكن المغلقة ، مثل الحفلات الصاخبة أو المطارات ، والتي يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث نوبة الهلع.

3- هل يمكن الشفاء من اضطراب الهلع؟

نعم ، في العديد من الحالات ، يتم الشفاء بشكل كامل من اضطراب الهلع. ولكن يعتمد الشفاء الكامل على تلقي العلاج المناسب ومدى التزام المصاب بالعلاج. والمدة الزمنية العلاج تختلف من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل ، مثل شدة الاضطراب ومدى تأثيره على حياة الشخص ، وكذلك على نوع العلاج المستخدم واستجابة الشخص له.

4- كيف أعرف أني أعاني من اضطراب الهلع؟

يمكن أن يشعر الشخص المصاب بالهلع بنوبات مفاجئة من الخوف الشديد والقلق يشعر فيها الشخص كأنه يفقد السيطرة على نفسه ، أو أنه سوف يصاب بنوبة قلبية أو حتى أنه يموت ، وتحدث فجأة دون سابق إنذار. وتصاحب هذه النوبات عدة أعراض جسدية ، مثل :

  • الصداع.
  • الدوخة.
  • التعرق.
  • الشعور بالخفقان.
  • ضيق في التنفس.
  • الشعور بالغثيان أو الدوار.
  • الشعور بالتعب أو الضعف العام.

ويمكن أن تستمر هذه الأعراض لعدة دقائق ، وقد تزداد شدتها بشكل كبير ، وتؤدي إلى شعور الشخص بالخوف المفرط. فإذا كنت تعاني من مثل هذه النوبات بشكل متكررة ، فقد تكون مصاباً باضطراب الهلع. ولكن قبل الحكم على نفسك لا بد من مراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي لتقييم حالتك وتشخيصها بشكل دقيق والتأكد من عدم وجود أي أسباب أو اضطرابات جسدية أو نفسية أخرى تسبب لك هذه الأعراض.

5- كيف أتعامل مع شخص يمر بنوبة هلع؟

إذا كنت تتعامل مع شخص مصاب باضطراب الهلع ويمر بنوبة هلع ، فإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تقديم الدعم والمساعدة له :

  • ابقى هادئاً ومتوازناً : حيث يمكن للشخص المصاب بنوبة الهلع أن يشعر بالذعر والخوف بشكل أكبر في حال انفعلت كثيراً ، لذلك يجب عليك أن تكون هادئاً ومتوازناً وتحاول تهدئة المصاب.
  • تحدث بلطف : يجب أن تتحدث بلطف وبصوت هادئ ، وتشجع الشخص المصاب على التنفس ببطء وعميقاً.
  • اسأل الشخص عما يحتاجه : يجب أن تسأل الشخص المصاب عما يحتاجه ، وتتيح له الفرصة للتعبير عن ما يشعر به وما يحتاجه.
  • تحدث بشكل واضح ومباشر : يجب أن تتحدث معه بشكل واضح ومباشر ، وتحاول توجيه الشخص المصاب إلى الأمور التي يمكن أن تساعده على الشعور بالراحة والهدوء.
  • تذكير الشخص بأن النوبة ستنتهي : يجب أن تذكر الشخص المصاب بأن النوبة ستنتهي ، وأنه يمكنه التغلب عليها.
  • لا تقدم المشورة الطبية إلا إذا كنت مؤهلاً لذلك : يجب عليك عدم تقديم المشورة الطبية إلا إذا كنت مؤهلاً لذلك ، وتشجع الشخص المصاب على الحصول على المساعدة الطبية اللازمة.
  • تواصل مع الطبيب : يجب أن تتواصل مع الطبيب المشرف على حالة الشخص المصاب وطلب النصائح والإرشادات اللازمة لتقديم الدعم والمساعدة المناسبة.

6- ما هو الفرق بين اضطراب الهلع والفوبيا؟

اضطراب الهلع يتميز بنوبات مفاجئة من الخوف الشديد والقلق التي يشعر بها الشخص كأنه يفقد السيطرة على نفسه أو أنه يتعرض لنوبة قلبية يصاحبها عدة أعراض جسدية مثل الصداع والدوخة والتعرق والشعور بالخفقان والضيق في التنفس. ويتميز أيضاً بالتوقع المستمر لحدوث هذه النوبات مما يؤدي إلى تجنب الأماكن أو الأحداث التي قد تؤدي إلى حدوث هذه النوبات.

أما الفوبيا ، فهو اضطراب يتميز بالخوف المفرط من شيء محدد ، مثل الأماكن المغلقة أو الأماكن العالية أو الحيوانات أو الحشرات أو الأشخاص أو غيرها. مما يؤدي إلى تجنب المواقف المرتبطة بهذا الشيء أو تجنب المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى مواجهته.

زر الذهاب إلى الأعلى