كيف أعلم ابني تحمل المسؤولية؟

كيف أعلم ابني تحمل المسؤولية ؟ يسعى الآباء دائماً إلى تعليم طفلهم تحمل مسؤولية نفسه ، وكيفية إدارة سلوكه بأسلوب أفضل ، وذلك لضمان نجاحه في جوانب حياته المختلفة بعد البلوغ ، وقد يكون هذا الأمر في غاية الصعوبة عند البداية لأن معظم الأطفال قد لا يستجيبون للآباء كما أن بعض الآباء قد يفرضون الأوامر بأسلوب خاطئ .

ولكي يضمن الأهل استجابة أطفالهم لابد من اتباع أساليب معينة تناسب كيفية تفكير الأطفال ، وهذا ما سوف نتناوله في مقالنا التالي.

أساليب تعليم الطفل تحمل المسؤولية

أولاً : شرح معنى المسؤولية للطفل

قبل تعليم الطفل تحمل المسؤولية يجب على الأهل توضيح مفهوم المسؤولية له ، وأن يخبروه بأن المسؤولية هي الالتزامات والأشياء التي يترتب عليه القيام بها ، وهي المهام التي لا يستطيع غيره القيام بها لأجله ، وكذلك توضيح إيجابيات تحمل المسؤولية بأن يكون شخص ناجح ، يمتلك القوة والشجاعة ، كما أنها تجعله يتغلب على الأزمات .

ثانياً : معاملة الطفل باحترام

معاملة الطفل بأسلوب راقي ومحترم يجعله يشعر بحب والديه والتقدير الذي يقدمانه له ، كما أن ذلك يعزز ثقته بنفسه ، ويمنحه شعور بالأهمية والمسؤولية ، ويجعله يسعى للمحافظة على تلك الصورة ، لذا عندما يخطئ الطفل يجب التحدث معه بهدوء دون استخدام أساليب الصراخ والشتم .

ثالثاً : مشاركة الطفل بالواجبات المنزلية

تشير الأبحاث أن إعطاء الأطفال مهام بسيطة في أعمار مبكرة يؤدي إلى خلق مشاعر المسؤولية في داخلهم ، ولكن يجب فرض تلك المهام بطريقة بسيطة متدرجة تناسب عمر الطفل ، مثلاً أن يضع الطفل طبق طعامه في حوض الغسيل في البداية ، ثم يساعد في تجهيز مائدة السفر ، و المساعدة في تنظيم ألعابه .

رابعاً : تعزيز الطفل و مكافأته

أن الأطفال لا يستطيعون تمييز الصح من الخطأ والفعل الجيد من الفعل الخاطئ لذلك يجب على الأهل عند قيام الطفل بفعل إيجابي مهما كان بسيط أن يمدحونه ويقومون بشكره مع المحافظة على التواصل البصري بينهما وذلك لتعزيز مفهوم التصرف الصحيح عنده ولضمان قيامه بالمزيد من الأفعال الجيدة ، ولا بأس من تقديم بعض الهدايا كمحفزات لمزيد من الأفعال الإيجابية.

خامساً : تعليم الطفل المهارات المالية

يقصد بالمهارات المالية تعليم الطفل طرق اكتساب المال و فائدته في تلبية الاحتياجات ، كما أن تخصيص مبلغ مالي محدد للطفل خلال اليوم أو الأسبوع يجعله يتعلم الإدارة المالية منذ الصغر ويشعر بالمزيد من المسؤولية نحو ذاته ، فمثلاً إذا أراد الطفل شراء دمية باهظة الثمن يجب على الأهل أن يطلبوا منه توفير مصروفه لمدة زمنية ، وهذا سيعلمه أيضاً أهمية الأشياء .

سادساً : الوضوح والبساطة في عرض الطلب

يجب على الأهل أن يتبعوا أسلوباً واضحاً في عرض طلبهم و يرفقون الطلب بشرح مبسط عن كيفيه عمله ، ويجب عليهم عدم توقع أن الطفل سيقوم بالفعل بطريقة صحيحة من المرة الأولى ، لذا عليهم التحلي بالصبر وإذا أخطأ الطفل يشجعونه على المحاولة من جديد .

سابعاً : تعليم الطفل تصليح غلطه

إذا قام الطفل بفعل سيء يجب على الأهل عوضاً عن التوبيخ والصراخ ، أن يقوموا بتوضيح الخطأ من الفعل والنتائج التراتُبية عليه وسؤال الطفل عن كيفية إصلاح الخطأ وعرض حلول للإصلاح ، فمثلاً إذا قام الطفل بالرسم على الجدران على الأهل توضيح أن هذا الفعل يجعل الجدار متسخ وبصورة غير مناسبة وإن يطلبوا من الطفل مسح الرسومات .

أما إذا قام الطفل بكسر دمية لديه أو لدى شقيقه على الأهل عندها توضيح الهدف من اللعب وهو المرح والتسلية وليس الأذى والتخريب و عقوبته بأساليب تربوية مثل خصم سعر اللعبة من مصروفه أو منعه من اللعب فترة الظهيرة .

ثامناً : منح الطفل بعض المساحة والحرية

لا بأس بأن يقضي الطفل بعض الوقت بمفرده أو مع أصدقاءه ذلك سيمنحه شعور بالاستقلالية ، كما أن تشجيع الطفل على تقديم رأيه و إعطائه حرية اتخاذ قراراته بمفرده كأن يختار ملابسه لوحده ، يساعده في الإحساس بالمسؤولية بصورة أكبر .

تاسعاً : القدوة الحسنة

يتعلم الأطفال سلوكهم من خلال عدة أساليب ومن أهم تلك الأساليب التقليد ، وأكثر من يحاول الأطفال تقليدهم هم الوالدين ، لذا يجب على الآباء لكي يضمنوا أطفال بالغين قادرين على تحمل المسؤولية أن يتحملوا هم المسؤولية أولاً ، فمثلاً مبادرة الأب في الواجبات المنزلية تجعل الطفل أيضاً يبادر ، وإذا شاهد الطفل أن والديه يقومان بإصلاح ما يرتكبون من أخطاء سيجعله هو أيضاً يفعل ذلك بصورة تلقائية .

قد يستغرق تعلم الطفل كيفية تحمل مسؤولية نفسه بعض الوقت ، كما أن هذا الوقت يختلف من طفل لآخر ، لذا يجب عدم مقارنة الطفل بأقرانه ، والعمل على تشجيعه بشكل دائم ، وكذلك البدء بتعليمه تحمل المسؤولية بعمر مبكر .

زر الذهاب إلى الأعلى