فوبيا المرتفعات (Acrophobia) ، الأسباب والأعراض والعلاج

فوبيا المرتفعات هي أحد اضطرابات القلق وعلى وجه الخصوص هي نوع من أنواع الرهاب المحدد ، يتمثل بخوف شديد ومستمر من التواجد في الأماكن المرتفعة ، وهذا ما سوف نشرحه في ما يلي.

فوبيا المرتفعات

فوبيا المرتفعات أو الخوف من المرتفعات ، ويطلق عليه باللغة العربية “رهاب المرتفعات” وبالإنجليزية “Acrophobia” ، ويعرف بأنه خوف وقلق شديد ومستمر وغير منطقي من التواجد أو التفكير في التواجد في أماكن مرتفعة مثل مبنى عالي أو نافذة مرتفعة أو تسلق سلم ، مما يؤدي بالشخص المصاب إلى تجنب التواجد في مثل هذه الأماكن أو الهرب منها ، وفي حال تعذر ذلك تظهر عليهم مجموعة أعراض مزعجة سوف نتحدث عنها في ما يلي.

أعراض فوبيا المرتفعات

يعاني المصاب بفوبيا المرتفعات من مجموعة أعراض نفسية وجسدية تؤثر على حياته وأداء نشاطاته اليومية ، وتختلف شدة هذه الأعراض من شخص لآخر وذلك باختلاف شدة الاضطراب لديه ، وتشمل الأعراض التالي :

الأعراض الجسدية

  • ضيق في التنفس.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • ألم في الصدر.
  • تعرق.
  • رجفان.
  • ألم في المعدة.
  • دوار.

الأعراض النفسية

  • خوف شديد جداً من التواجد في مكان مرتفع.
  • عدم القدرة على السيطرة على الخوف.
  • عند التواجد في مكان مرتفع فإن المصاب يشعر أنه لا يستطيع الحفاظ على توازنه ويبدأ بالبحث عن شيء ما ليتمسك به.
  • عند التواجد في أماكن مرتفعة أو مجرد التفكير في التواجد في مثل هذه الأماكن فإن المصاب يشعر أنه يمكن أن يسقط أو يموت وغيرها من أفكار المزعجة.
  • يمكن أن يقوم المصاب بالركوع على يديه وركبتيه أو خفض جسده أو الزحف في حال تواجده في مكان مرتفع.

أعراض فوبيا المرتفعات عند الأطفال

تبدأ فوبيا المرتفعات في الظهور عادة في عمر 10 سنوات ، وتتمثل أعراضها عند الأطفال بالتالي :

  • البكاء.
  • الصراخ.
  • نوبات غضب.
  • الانزعاج الشديد قبل التواجد في مكان مرتفع وأثناؤه.
  • محاولة تجنب الأماكن المرتفعة.

نسبة انتشار فوبيا المرتفعات

فوبيا المرتفعات اضطراب واسع الانتشار ، يصيب الأشخاص من جميع الفئات العمرية ، ويبدأ في الظهور عادة من عمر 10 سنوات ، وتشير الدراسات أن ما يقارب 6 بالمئة من سكان العالم يعانون من الإصابة به.

أسباب فوبيا المرتفعات

لا يوجد سبب واحد ودقيق يودي إلى الإصابة بفوبيا المرتفعات ، هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة أو تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب ، تشمل التالي :

  • العوامل البيئية : مثل التعرض لتجارب مؤلمة مرتبطة بالمرتفعات مثل الوقوع من مكان مرتفع أو رؤية أحد عزيز يقع من مكان مرتفع وغيرها.
  • العوامل الوراثية : يمكن أن يتنقل هذا الاضطراب وراثياً إلى الفرد إذا كان أحد أقاربه بالدم يعاني من الإصابة به.
  • التربية : إن الإكثار من تحذير الطفل من التواجد في أماكن مرتفعة أو تهديده برميه من مكان مرتفع يمكن أن يؤدي إلى إصابته بهذا الاضطراب.

العواقب المترتبة على فوبيا المرتفعات

إن ترك هذا الاضطراب دون علاج يمكن أن يسبب للفرد الكثير من المشاكل في حياته ، حيث أن المصاب بهذا الاضطراب يخاف ويتجنب التواجد في أماكن مرتفعة مثل المصاعد ، والجسور ، والنوافذ العالية أو الأبنية العالية وغيرها ، وهذا يمكن أن يؤثر بدوره على نشاط الفرد اليومي وإذا ترك دون علاج يمكن أن يصل الفرد لمرحلة يصبح بها غير قادراً على مغادرة المنزل.

تشخيص فوبيا المرتفعات

لتشخيص هذا الاضطراب يقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي أولاً بطرح بعض الأسئلة التي تتعلق بالأعراض التي يعاني منها المصاب ومدى ظهورها وأثرها على حياته وما إذا كان أحد من أقاربه يعاني من الإصابة بمثل هذا الاضطراب ، ويوجد أيضاً مجموعة من المعايير التي يجب أن يستوفيها الشخص للحكم عليه ما إذا كان مصاباً أم لا ، تشمل المعايير التالي :

  • خوف شديد جداً ولا يتناسب مع مصدر التهديد.
  • الشعور بالقلق قبل مواجهة المكان المرتفع أي قبل الذهاب إليه.
  • تجنب الذهاب إلى الأماكن التي تسبب له الخوف.
  • أن تكون الأعراض التي يعاني منها الفرد تزعجه وتؤثر على أداء أنشطته اليومية.

علاج فوبيا المرتفعات

يتم علاج فوبيا المرتفعات بشكل رئيسي بالعلاج النفسي ، وفي الحالات الشديدة التي يتعذر تطبيق العلاج النفسي عليها يتم وصف الأدوية ، كما يمكن أن يتم وصف الأدوية جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي.

العلاج النفسي

هناك نوعان من العلاج النفسي أثبتا فاعليتهما في علاج فوبيا المرتفعات ، وهما :

  • العلاج السلوكي المعرفي : يقوم المعالج بالحديث مع المصاب عن أعراضه وتحديد السلوكيات والأفكار غير الملائمة ، ومن ثم يتم استبدالها بأفكار وسلوكيات أكثر ملائمة.
  • العلاج بالتعرض : حيث يتم العمل على تعريض المريض تدريجياً للمواقف التي تسبب له الخوف ، وذلك وفق خطة مدروسة ومنظمة يمكن أن تبدأ بتخيل الأماكن المرتفعة أو مشاهدة صور لأماكن مرتفعة إلى أن يتم التعرض للمخاوف بشكل مباشر في الواقع.

العلاج الدوائي

يتم استخدام الدواء في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج النفسي ، حيث يتم استخدام بعض أنواع الأدوية جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي للحصول على أفضل النتائج ، ومن الأدوية المستخدمة : المهدئات ، بعض أنواع مضادات القلق والاكتئاب.

زر الذهاب إلى الأعلى